أثارت تغريدة لسفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في قطر دانا شيل سميث ضجة إعلامية وسياسية في الولايات المتحدة، بعدما انتقدت “علنا” إقالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي، لتتعالى أصوات مطالبه بإقالتها؛ في وقت تستعد السفيرة للعودة إلى بلادها خلال شهرين من الآن، بعد انتهاء مهامها كسفيرة لبلادها في الدوحة. وفي تغريدة لها عبر حسابها الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، لم تتوان السفيرة دانا شيل سميث عن انتقاد قرار ترامب بإقالة جيمس كومي، حيث غردت بعد ساعات من إقالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمدير مكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي، في خطوة مفاجئة أنه “بات من الصعب بشكل متزايد الاستيقاظ من عبر البحار على أخبار ما يجري في بلدي، ومع إدراكي بأن علي أن أقضي اليوم في محاولة ايجاد تفسير لديمقراطيتنا ومؤسساتنا”.
وقد لقيت التغريدة التي لم تتم ترجمتها إلى اللغة العربية، على خلاف التغريدات السابقة إعجاب أكثر من 7 آلاف شخص، بينما تم إعادة نشرها أكثر من 2700 مرة.
وسريعا، التقطت وسائل الإعلام الأمريكية التغريدة، وأفردت لها مساحة من تقاريرها الإخبارية، ما أثار جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، دفع أنصار الرئيس دونالد ترامب إلى المطالبة بإقالتها فوراُ.
وعادت السفيرة سميث لتغرّد اليوم، قائلة إن “الدبلوماسيين يفسرون ويدافعون عن نظامنا السياسي. وقد يكون ذلك صعبا عندما تكون التشنجات الحزبية عالية كثيرا، ولكن مع ذلك لا يوجد بلد أعظم (من) الولايات المتحدة”.
وفيما اعتبرت بعض وسائل الإعلام تغريدة السفيرة الأمريكية “خطوة خارج المألوف”، فإن المتابعين لتصريحاتها، وتغريداتها شبه اليومية عبر “تويتر”، يدرك أن ما أقدمت عليه السفيرة سميث ليست سابقة، بل سبق لها أن أدلت بصريحات قوية بمناسبة احتفال السفارة الأمريكية باليوم الوطني لبلادها شهر أبريل الماضي، حيث قالت السفيرة أمام حشد كبير من أبناء وطنها، ونخبة من المسؤولين القطريين والدبلوماسيين من مختلف دول العالم، وجَّهت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية، ما بدا أنه رسائل طمأنة، حول مستقبل الولايات المتحدة الأمريكية في ظل ما يدور من جدل، منذ اعتلاء الرئيس دونالد ترامب السلطة، حيث صرَّحت قائلة: “إنه في الوقت الذي ينظر فيه العالم إلى الشعب الأمريكي، والجدل الدائر حول رؤيتنا لأنفسنا في هذه المرحلة، فإننا نؤكد أننا أمة قائمة على الديمقراطية. وسياستنا الخارجية تعمل دائما وفق مبادئ الحرية والعدالة والتسامح. وأن قيم المساواة أمام القانون وحق التعليم وإتاحة الفرص للجميع متجذرة في دستورنا، ويمارسها المواطنون بصورة يومية. وهي القيم التي تجعل أميركا عظيمة»؛ وهي الكلمات التي تجاوب معها الحاضرون من أبناء الجالية الأمريكيين بالهتافات والتصفيق الحار.
وبالعودة إلى تصريحاتها السابقة، ومسارها الدبلوماسي والسياسي، يبدو جليا “الانتماء الديمقراطي” للسفيرة دانا شيل سميث. وفي هذا الاتجاه، قالت مصادر دبلوماسية لـصحيفة “القدس العربي” اللندنية، تعليقا على تغريدات السفيرة التي أثارت جدلاً: “السفيرة سميث لا تخفي انتماءها للحزب الديمقراطي، ودعمها سابقا لمرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون ضد الرئيس المنتخب دونالد ترامب”.
وعن طموحتها المستقبلية، تابعت المصادر قائلة: “السفيرة على وشك أن تحزم حقائبها بمناسبة انتهاء مهامها خلال شهرين من الآن، وإن كان المؤكد الآن أن الرئيس ترامب لن يكلفها بأي منصب دبلوماسي مستقبلا بسبب ميولاتها الديمقراطية، ومعارضتها المعلنة له، فإنه من المرجح أن تتجه السفيرة سميث إلى عالم القطاع الخاص، أو تدخل معترك الحياة السياسية بقوة مستقبلا، ولا يستبعد أن تكون مستقبلا ضمن أبرز وجوه الحزب الديمقراطي، أو تعلن ترشحها لمنصب سياسي في بلادها، فهي دبلوماسية محنكة، تجيد التواصل الإعلامي، وتتقن لغات عديدة، إلى جانب عملها بسفارات مهمة بدول العالم”.