قال كاتب في صحيفة هآرتس إن المعركة الأخيرة -التي قادتها السعودية من أجل عزل جارتها قطر على خلفية تأييدها للمنظمات السنية- مثال على السلوك الانفعالي الذي يضر بمصالح الولايات المتحدة.
وأضاف دان شابيرو العضو بمجلس الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط أنه رغم تغريدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب المؤيدة للسعودية، فقد اضطرت واشنطن إلى محاولة حل الخلاف.
وفي حال تبنى الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد نظرة مشابهة تجاه إيران -وفق الكاتب- فقد يشعل ذلك مواجهة عسكرية، وفي ظروف كهذه ستضطر واشنطن للتدخل، وقد تنجر لمعركة عسكرية في توقيت لم تقم باختياره.
وأكد الكاتب -الذي يعمل باحثا في معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب- أن الولايات المتحدة مضطرة لإبلاغ ولي العهد السعودي أنها تتوقع منه عدم اتخاذ خطوات قد تضر مصالحها، دون التشاور مسبقا معها.
وقال أيضا إن إسرائيل مهما تمنت أن يكون بن سلمان منفتحا على تحسين العلاقات معها والدخول في عملية التطبيع معها، فإنه يجب عليها الامتناع عن الفرحة المبكرة.
ورأى الكاتب أن تعيين ولي العهد الجديد في السعودية، وبالنظر إلى عمره الصغير الذي لا يتجاوز 31 عاما مما يعني أنه قد يحكم لعشرات السنين، يعتبر بالنسبة لـ إسرائيل والولايات المتحدة تطورا يحمل في طياته الأمل، رغم وجود بعض الأخطار.
وستضطر تل أبيب وواشنطن -في عهد ولي العهد الجديد- لتبني دبلوماسية حكيمة للحصول على الفائدة وتقليل حجم المخاطرة، لأنه من الناحية الإستراتيجية يميل بن سلمان لعقد تحالفات مع الدول العربية المعتدلة، حيث أقام علاقة مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، ومع عبد الفتاح السيسي، وفق الكاتب.
وأوضح أن القاسم المشترك بين هؤلاء جميعا يكمن في التحفظ تجاه إيران، ومعاداة الحركات الإسلامية السنية، تحديدا جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية.
وأكد الكاتب أن وجود زعيم سعودي -بالنسبة لإسرائيل- مثل بن سلمان يتقاسم معها الموقف الإستراتيجي، يضعها في نفس المعسكر معه، ويجعلها في مرحلة تحقق حلم بالنسبة لها.