قالت صحيفة وول ستريت جورنال، الجمعة، إن قطر استطاعت الصمود حتى الآن أمام الحصار المفروض عليها لأنها تعلمت من تجربة الخلاف السابق مع جيرانها في عام 2014.
وأوضحت الصحيفة أن خلاف عام 2014 -الذي سحبت فيه السعودية والإمارات والبحرين سفراءها من قطر- كان ينذر بأنه سيكون له ما بعده، وهو ما جعل قطر -بحسب الصحيفة- تأخذ احتياطاتها.
وأشارت الصحيفة، في مقال لها، إلى أن قطر لديها الآن ميناء يستطيع استقبال سفن الحاويات الكبيرة، هو ميناء حمد، ويسمح ذلك بالتغلّب على حظر الشحن البحري عبر دبي، التي كانت قبل الحصار المحطة الرئيسية لنقل البضائع إلى قطر عبر البحر.
فضلاً عن ذلك، فإن سعة مطار حمد الدولي سمحت لقطر باستقبال واردات كبيرة من الأغذية عبر طائرات الشحن، وفي قطاع الكهرباء لم تنطفئ أنوار قطر أو مكيفاتها في فصل الصيف بفضل فائض طاقتها في توليد الكهرباء.
أما عن التأثير الاقتصادي الأوضح للحصار، حسب وصف الصحيفة، فهو اختفاء منتجات الألبان السعودية التي كانت تشكّل الجزء الأكبر من سوق الألبان في قطر، التي يقدر حجمها بـ 1.6 مليار دولار.
وقد تغلّبت قطر على ذلك بشحن الألبان ومنتجاتها جواً من تركيا وأذربيجان ولبنان، وكذلك بشحن آلاف الأبقار جواً إلى قطر.
وأشارت الصحيفة إلى وصول 165 بقرة في 12 يوليو الجاري، وهي الدفعة الأولى من تلك الأبقار التي تعاقدت على شرائها مزرعة بلدنا في قطر. وأضافت أن هذه الأبقار "تمضغ العلف في هناء داخل أول حظيرة مكيّفة اكتمل بناؤها في المزرعة".
ونقلت وول ستريت جورنال عن مدير مزرعة بلدنا، جون دور، قوله: إن "الحصار فرصة لسد الفجوة، فلولاه لكان علينا أن نكافح للحصول على حصة سوقية". وأضاف أنه لا يرجح أن يستعيد السعوديون المستهلكين القطريين حتى لو حُلّت الأزمة. وتتوقع مزرعة بلدنا أن يبلغ استثمارها في مشروع الألبان نحو 545 مليون دولار.