فوجئ القارئ الخليجي والعربي من عنوان رئيس يتصدر صفحات الجريدة السعودية المشهورة "الحياة"، والذي يحمل عنوان: "تدمير جارك تدمير ذاتك". فهذا العنوان ينطبق تماما على ما يحصل في الأزمة الخليجية، وفق مراقبين اعتبروا أن حصار قطر وما يرافقها من حملات إعلامية مركزة تمس باستقرار الدوحة وأمنها وسلمها الاجتماعي والاقتصادي وما يترتب عليه من تدمير لهذا البلد الخليجي، هو مثال لما ورد في العنوان.
واستذكر المراقبون تصريحات للرئيس ترامب، ولمعظم زعماء العالم الذين وصفوا الخلاف الخليجي بأنه داخل البيت الواحد، ما يوفر شاهدا آخر على انطباق ذلك العنوان على الحالة الخليجية الراهنة. فما يمس قطر أو الإمارات أو عمان بالضرورة أنه ينعكس سلبا أو إيجابا على بقية دول الخليج في علاقة عضوية جغرافية وديمغرافية وجغرافية ودينية لا يمكن فصلها عن بعضها على الإطلاق، لذلك، جاء العنوان منطبقا على الأزمة الخليجية الراهنة، يؤكد المراقبون.
والغريب، بحسب المراقبين، أن بعض دول الحصار بررت اندلاع الأزمة بأن "سياسات قطر تؤثر على دول الجوار في المجالات كافة"، فيما تجاهلت هذه الدول أن سقوط الدوحة أو إضعافها أو تدميرها سوف يجد صداه سريعا في سائر الدول الخليجية، وليس أدل على ذلك، من تقارير وكالات اقتصادية غربية أكدت أن المقاطعة الاقتصادية لقطر دفع ثمنه كل دول الخليج وليس فقط الدوحة، وقد قالت "بلومبيرغ" الأمريكية مؤخرا إن دبي قد تفقد مكانتها المالية العالمية بسبب الأزمة، مع أن قطر هي التي تقع تحت الحصار.
الصحيفة السعودية "الحياة"، التي شاركت أيضا في الحملة التي كانت تستهدف قطر أبزت العنوان على صدر صفحتها الأولى الإلكترونية.
ولكن التصريح، كان لا يتحدث عن السعودية وقطر، ولا عن الإمارات وقطر، وإنما عن الصين والهند!
فقد قال الزعيم الصيني الدالاي لاما: إن «تراجع طرف وهزيمته هو تفكير قديم. في الأزمنة الحديثة كل بلد يعتمد على الآخر». وأضاف: «تدمير جارك هو تدمير لذاتك، على الهند والصين أن تعيشا جنباً الى جنب»، في تعقيبه على التوتر بين نيودلهي وبكين.
ورغم أن تصريحات الزعيم الصيني تنسحب على الرياض والدوحة، إلا أن الصحيفة لم تشر من قريب أو بعيد لذلك، ولم تسع لاستخلاص العبر، على ما يقول مراقبون، مع أنه في الواقع لا يوجد خلافات حقيقية بين السعودية على الأقل وقطر!