تنطلق الاثنين، في العاصمة السعودية الرياض، أولى جلسات الحوار بين أطياف المعارضة السورية بمشاركة مجموعتي القاهرة وموسكو المعارضتين.
وكان من المقرر أن تعقد الجلسات الأحد، إلا أن مصادر أفادت بتأجيل اجتماع المعارضة حتى الاثنين لتأخر وصول وفد موسكو، بحسب ما نقلت وسائل إعلام سعودية.
وأكد فراس الخالدي، رئيس وفد "منصة القاهرة" إلى المحادثات السورية في جنيف، السبت، أن وفد القاهرة وصل إلى العاصمة السعودية لعقد "لقاءات تشاورية" مع أطياف المعارضة السورية، وذلك بعد حل الخلاف مع "الهيئة العليا للتفاوض" على جدول الأعمال، بحسب وسائل إعلام سورية.
وفي غضون ذلك، أكدت مصادر سياسية مواكبة أن "منصة موسكو" المقرّبة من روسيا، التي يتزعمها "قدري جميل"، وافقت في وقت متأخر من ليل الجمعة على حضور مؤتمر الرياض 2.
وكان "جميل" قد اعتبر في وقت سابق من الشهر الجاري، أن انعقاد المؤتمر في العاصمة السعودية الرياض "ليس أمراً جيداً"، داعياً إلى نقل المؤتمر لمدينة جنيف السويسرية.
من جهته، أكد كبير المفاوضين في وفد المعارضة، محمد صبرا، في تغريدة له على "تويتر"، أن الاجتماع لن يخرج عن ثوابت الثورة، مطالباً مجموعتي موسكو والقاهرة بالاعتراف بها قبل الحديث عن توحيد المعارضة التي تستمد شرعيتها من التزامها بمطالب السوريين.
وكان المبعوث الأممي إلى سوريا، ستافان دي مستورا، عبر عن اعتقاده، الجمعة، أن شهر أكتوبر وشهر نوفمبر المقبلين سيكونان بداية "تحولات نوعية" في ملف الأزمة السورية.
وقال المبعوث الأممي، خلال مؤتمر صحفي، الخميس، في جنيف، إنه يأمل إطلاق محادثات سلام "حقيقية وجوهرية"، خلال أكتوبر ونوفمبر، بين نظام الأسد وفصائل المعارضة، بعد قبولها في وفد تفاوضي واحد.
وأشار إلى تأجيل مشاورات فنية كانت مقررة في جنيف، الأسبوع المقبل؛ وذلك لتمكين المعارضة من إعادة تنظيم صفوفها.
ويبحث مؤتمر الرياض 2، المقرر عقده الأحد، التطورات السياسية على الساحة السورية، وإمكانية توحيد وفد المعارضة الذي يتولى مهمة التفاوض مع وفد نظام الأسد تحت رعاية أممية في جنيف.
يشار إلى أن الهيئة العليا للمفاوضات قد أرسلت مؤخراً دعوات إلى منصات "الرياض وموسكو والقاهرة"؛ من أجل عقد لقاء في العاصمة السعودية، بهدف ترتيب إجراءات توسعة على جسم الهيئة، لوجود عدد من المقاعد الشاغرة ضمنها، بعد الانسحابات والاستقالات التي نفذتها مؤخراً عدة شخصيات سياسية ضمن الهيئة.
وفي نهاية عام 2015، توصلت أطياف المعارضة السورية السياسية والعسكرية المجتمعة في الرياض إلى اتفاق أو وثيقة سياسية سميت "بيان الرياض"، ونصت على "الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية مع إعادة هيكلة وتشكيل المؤسسات الأمنية والعسكرية، وضرورة مغادرة الأسد وعائلته سدة الحكم مع بداية المرحلة الانتقالية".
ورفض البيان وجود المقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية على الأراضي السورية، وضرورة التمسك بوحدة هذه الأراضي، ومدنيّة الدولة وسيادتها ووحدة الشعب السوري في إطار التعددية.
كما تنص الوثيقة على الالتزام بالديمقراطية وحقوق الإنسان والمساءلة والمحاسبة والشفافية، فضلاً عن رفض الإرهاب بأشكاله وأنواعه كافة، وضمن ذلك إرهاب الدولة.
وعقدت المعارضة السورية وممثلون عن نظام بشار الأسد العديد من الاجتماعات والمفاوضات في مختلف بلدان العالم، منها العاصمة الكازاخية أستانة، وجنيف، والرياض، وإسطنبول، وموسكو، عدة مرات، إلا أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق جوهري بين المعارضة والنظام، من شأنه إنهاء حكم أكثر من 40 عاماً لعائلة الأسد في سوريا، التي تدعمها طهران وموسكو سياسياً وعسكرياً وأمنياً، بحسب "الخليج أونلاين".