أكد الشاعر الجزائري محمد جربوعة أن السلطات السعودية منعته من أداء مناسك الحج بسبب مواقفه المنتقدة لسياسة المملكة.
ونقل موقع “كل شيء عن الجزائر” عن الشاعر قوله إن المنع لا يعود فقط إلى قصيدة الهجاء التي كتبها مؤخرا في العاهل السعودي الملك سلمان على إثر الحصار الذي فرض على قطر، إنما أيضا إلى كتاب أصدره من قبل باسم مستعار بعنوان “الحج لله لا لآل سعود”.
وقد أكد حمدادوش ناصر، رئيس الكتلة البرلمانية لحركة مجتمع السلم، أن الشاعر الجزائري أكد له في اتصال معه أن السعودية منعته “من أداء مناسك الحج والعمرة لهذه السنة، ليس بسبب قصيدته المشهورة في أقوى هجاءٍ “للملك سلمان” على إثر الحصار الظالم على قطر فقط، ولكنّ أسباب المنع ترجع إلى سوابق قديمة”. واعتبر حمداودش أن هذا “يفضح “تسييس الحج” في كلِّ مرّة من قبل السّلطات السعودية”.
وفي تدوينة بعنوان الشاعر “جربوعة” و”تسييس الحج” و”الليبراليون الجُدد”. كتب حمداودش أن الشاعر الجزائري :”سبق له أن كتب في مواقع إلكترونية، مع مجموعةٍ من المثقفين والكتّاب السعوديين للردّ على “كهنة المعبد الليبرالي” السعودي، الذين يُطلِقون العنان لجنونهم الفكري في التهجّم على كلّ ما يمتّ بالصّلة إلى الدّين والهويّة عبر جرائد”. وأضاف “أن هؤلاء المثقفين يقبعون الآن في زنازين الأجهزة الأمنية السعودية، كما أنّ هذه المواقع تمّ حجبها، بوِشايةٍ من الليبراليين المتنوّرين؟! منذ عهد “الملك عبد الله”..وكان حظّ شاعرنا من “السجن” هو منعه من أداء مناسك الحج والعمرة، على خلفية مواقفه وآرائه، وخاصّة كتابه – باسمٍ مستعار – عنوانه: “الحج لله لا لآل سعود”.
وعبّر حمدادوش عن ” إكباره” لشهامة الشاعر “بعدم إثارة واستغلال قضيته، خوفا على أصدقائه المثقفين المعتقلين في السجون السعودية، ولكنّ ذلك لا يعفينا من مسؤولية التضامن معه، حتى وإن اختلفنا معه في بعض قناعاته ومواقفه”. وانتقد هنا سياسة الكيل بمكيالين في تعامل المثقفين الجزائريين، الذين صمتوا و لم ينددوا بما تعرض له الشاعر محمد جربوعة، بينما تضامنوا مع الكاتب الجزائري رشيد بوجدرة (الذي يسمي نفسه الشيوعي الأخير في الجزائر)، بسب مقلب “الكاميرا الخفية” في قناة “النهار” الجزائرية الخاصة.
وتساءل رئيس الكتلة البرلمانية لـ”حمس″ كذلك عن “سبب صمت السلطات الجزائرية ومنظمات حقوق الإنسان تجاه هذه الممارسات، ضدّ مثقفين وسياسيين لا يمكنهم -بأيّ حالٍ من الأحوال -أنْ يعرّضوا الأمن القومي السعودي للتهديد بأدائهم لمناسك الحجّ والعمرة، كما يتعرّض هذا “الأمن” باهتزاز سمعته من حالات ازهاق أرواح الحجاج في كلِّ سنة بالمئات – وفي بعض الأحيان بالآلاف – وقد يكون السّبب هو التّقصير والاستخفاف بالحياة الإنسانية”.
وأكّد حمدادوش إدانته تسييس السعودية للحج والعمرة، وأشار إلى الحجاج الإيرانيين و “كذا ملف المعتمرين القطريين الذين اضطروا الى مغادرة السعودية بعد فرض الحصار على قطر -مباشرةً – في شكل تسييسٌ مفضوحٌ للحج، في محاولةٍ لتأليب الشعب القطري على قيادته السياسية”.
و شدد في الأخير على أن ” الحرمين “مكة” و”المدينة” ليستا مِلْكية خاصة لعائلة “آل سعود” ولا للنظام السّعودي حتى تتم تصفية الحسابات السياسية أو الطائفية أو المذهبية مع الدول أو الأفراد..كما أنّ منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الحرام أو في المسجد النبوي الشريف ليس منبرا للدّعاية السياسية أو المذهبية السعودية”.
و اعتبر أنه “على السعودية أن تحترم المشاعر والحقوق الدينية لجميع المسلمين في العالم..و أن هذا “التسييس″ يكاد يغتال ما تبقى من قدسية الحج وروحانيته، ويدنس رمزية التوحيد في هذه الشعيرة، وهو ما تتفنن فيه السعودية باستعمال هذه القوة الناعمة، لفرض أجنداتها في المنطقة. وفي كلّ عام يُثار هذا اللّغط مما يدلّ على وجود أزمةٍ حقيقية يتمّ القفز عليها في كلّ مرة”.
وحتم منشوره بالقول “إنه لا يسرّنا أن نقول بأنّ “المنع السعودي” هو شرفٌ للأحرار، لأنّ المسألة مرتبطةٌ بالعبادة وأداء الأركان، والتي لا تحتاج إلى شروطِ أو ابتزازِ هذا النّظام أو ذاك”.