في حين كان إعلام دول الحصار ينشر تصريحات للسفير الإيراني السابق لدى قطر عبدالله سهرابي، عن نية الدوحة الانسحاب من مجلس التعاون الخليجي، تحدثت وسائل إعلام قطرية بصورة مكثفة ومفاجئة عن هذا الخيار. فهل تنسحب قطر بالفعل من المجلس؟
هل ما زال مجلس التعاون حياً؟!
هذا هو عنوان افتتاحية صحيفة "العرب" القطرية لهذا اليوم (29|8)، والذي استهلت به الدوحة على ما يبدو حملة منظمة حول الانسحاب المحتمل من مجلس التعاون.
وتساءلت الافتتاحية: "أين كان المجلس ودول الحصار تمارس سياسة العقاب الجماعي ضد الشعب القطري والمقيمين على أرض قطر، وتمنع دخول المواد الغذائية والمعيشية إليهم في رمضان وحتى الآن؟".
وتابعت:" أين المجلس من مهزلة خطابات الكراهية والتحريض العلني ضد القطريين حتى على منابر المساجد؟!".
وأردفت:" أين كان المجلس وإعلام دول الحصار التابع له يخوض في الأعراض خلال الأشهر الحرم؟".
وقالت الصحيفة التي تعبر عن لسان الحكومة والشعب القطري، كما يقول ناشطون قطريون:" أين دور المجلس وأكبر أعضائه يستغل الأماكن المقدسة في الضغط السياسي..؟!".
وبعد سلسلة من التساؤلات الاستنكارية، ختمت الافتتاحية، قائلة: "لهذه الأسباب وغيرها كثير، أصبح الخروج من هذا «الكيان الهلامي» مطلباً شعبياً، كون قطر ستظل على مبدئها الرافض للوصاية"، على حد تعبيرها.
باحثون سياسيون يبسطون جدوى الانسحاب
صحيفة "العرب" القطرية أيضا، ناقشت عددا من الباحثين السياسيين حول دور مجلس التعاون من الأزمة الراهنة، وخيار انسحاب الدوحة من هذا المجلس.
ولف الباحثون، إلى أن خيار انسحاب قطر من المجلس يعد خياراً وارداً، خاصة أن دول الحصار تشكل كتلة أكبر، في ظل حياد عُمان، ووساطة الكويت. وأكد الباحثونح بحسب العرب القطرية، أن انسحاب قطر من مجلس التعاون له مبرراته المنطقية والموضوعية، وأن أزمة الحصار أحدثت شرخاً حقيقياً في بنية هذا الكيان.
الانسحاب مطلب شعبي
وإلى جانب الحديث الإعلامي، فقد شهد وسم # الخروج _من _المجلس _ مطلب _شعبي، تفاعلاً كبيراً من قبل قطريين وخليجيين على موقع «تويتر»، وتصدر قائمة أعلى الوسوم في وقت قصير بعد انطلاقه.
ودعا مغردون إلى خروج قطر من مجلس التعاون لدول الخليج العربية، باعتبار أنه بلا دور، ولم يدافع عن قطر خلال الأزمة الخليجية، كما لم يدع إلى الحوار لإنهاء الحصار وحل الخلافات الخليجية ودياً.
كما حمّل المغردون دول الحصار المسؤولية عن تفكك مجلس التعاون حال حدوثه، مستشهدين بتغريدات لمسؤولين في دول الحصار تروّج لقيام «تحالف نهضوي» عربي على أنقاض مجلس التعاون الخليجي.
وعلّق الشاعر القطري على وسم «# الخروج _من _المجلس_ مطلب _شعبي بوصف مجلس التعاون الخليجي بأنه المجلس اللي ما يصون الأخوة، وأن الصمت في بعض المواقف مروة «من المروءة». وعلّق مواطن قطري بالقول إن قطر ستكون أقوى خارج هذا المجلس، لأنه كان عائقاً للتقدم والتطور أمام قطر، وأنه حان وقت الرحيل.
بينما اعتبر مغرد آخر على «تويتر» أن الخارج من المجلس مولود، والداخل فيه مفقود، وأن الخروج من المجلس مطلب شعبي.
وعبر المغرد يزن تميم # تميم بالقول: أغلقتم منافذكم في وجه الشعب القطري، وطالبتم الشعب بالخروج على ولي أمره، ورد عليكم شعب تميم #الخروج_من_المجلس_مطلب_شعبي.
بينما عبّر المواطن القطري علي بن عبد الله عن رأيه في مسألة الخروج من المجلس بتأكيد فكرة الخروج من المجلس، وذكر ما ورد بنص الحديث الشريف: «ولا يدخل رجل الجنة لا يأمن جاره بوائقه».
فهل اتخذت الدوحة قرارها للانسحاب من المجلس، أم أن طرح مسألة الانسحاب ضغط إعلامي؟
صحيفة "العرب" القطرية نقلت عن الباحث محمود الرنتيسي الباحث في مركز سيتا للدراسات السياسية، قوله: إن "السياسة القطرية عودتنا ألا تقدم على خطوة مفاجئة خاصة فيما يتعلق بالقطع أو الانسحاب والتراجع ما لم تكن لها مسوغات قوية جداً، منوهاً أن قطر ربما سوف تتريث أمام خطوة قد تنهي مستقبل مجلس التعاون الخليجي".