أحدث الأخبار
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد

عن الشيخ سلمان العودة

الكـاتب : ياسر الزعاترة
تاريخ الخبر: 13-09-2017


لم أتشرف بلقاء الشيخ الدكتور سلمان العودة، ولكني استمعت إليه في تجلياته المرئية، وقرأت الكثير مما كتب، وسعمت عنه أيضاً، وفي كل ذلك وجدتني أمام عالم وداعية من أروع ما يمكن أن يعثر عليه المرء. وأقول دائماً إنه من أروع ما أهدت بلاد الحرمين للمسلمين، من دون أن يقلل ذلك من شأن آخرين من العلماء والدعاة الذين سجلوا حضوراً كبيراً في وعي الجماهير المسلمة.
المؤكد أن من لا يستوعب شؤون الحياة المعاصرة، لن يكون قادراً على تنزيل النصوص المقدسة في مكانها الصحيح، بخاصة ما يتعلق منها بتطورات الحياة الراهنة. وفي هذا السياق، نعثر على عالم من طراز فريد، إذ يتميز بثقافة موسوعية تمنحه القدرة على فهم مقاصد الشريعة، وتقديم الطرح الأكثر قرباً من الواقع ومن قضايا الناس، خلافاً لكثيرين تجدهم يتميزون باطلاع كبير على شؤون التراث، لكنهم يعانون من فقر كبير في فهم تطورات الحياة المعاصرة وشؤونها.
وفيما كانت السياسة أكبر مقتل عانى منه الدعاة والعلماء في زمننا الحاضر، بقيت بوصلة الشيخ تشير إلى الاتجاه الصائب في التعاطي مع قضايا الأمة جميعها، حيث انحاز لقضايا الشعوب في الحرية والتعددية ومقاومة الاحتلال، مع حرص على عدم التورّط في الشأن السياسي المباشر الذي يغيّر من مساره العام، والذي دفع كثيراً من الدعاة نحو ورطات أفقدتهم مصداقيتهم أمام جماهير الأمة.
رغم خلفيته السلفية، إلا أن من الصعب حشر الشيخ سلمان العودة في إطار معين، فقد كان للأمة، ينصح للجميع بلا استثناء. أما في الإطار الفكري، فكان دائم التجديد، وليست لديه أية مشكلة في إجراء المراجعات، ولكن بطريقة متميزة لا تصدم أصحاب الأفكار التي يُراجعها، وتابعنا ذلك في حلقات برنامج «آدم» الذي كان في كل حلقة منه يلمس قضية من القضايا بأسلوب ذكي، لا سيما تلك التي يراها البعض محسومة، وربما من الثوابت، رغم أنها ليست كذلك. وما إعلانه الندم على كتاب هاجم فيه الشيخ محمد الغزالي، رحمه الله، سوى نموذج لسلوك لا يصدر إلا عن الكبار.
المراجعات التي أجراها الشيخ لم تكن تراجعات، بل مراجعات حقيقية ذات صلة بتطوّر الفكر، وانسجام ذلك مع تطوّر الظروف الموضوعية، وكلها تصب في خانة التجديد الذي يجعل الدين متعايشاً على نحو إيجابي مع الواقع الراهن، وهو قادر دائماً على تقديم الإجابات عن الأسئلة التي تُطرح في كل زمان ومكان، من دون الارتهان الكامل للقراءات القديمة التي استنبطها آخرون لزمانهم.
تابع الشيخ تطورات التكنولوجيا الحديثة في الدعوة بطريقة رائعة، فتواصل مع الملايين عبر «تويتر»، وسائر مواقع التواصل، وقدم بضاعة رائعة (مرئية ومسموعة ومقروءة)، كانت جميعها تحظى بمتابعة الملايين.
حين ابتلي الشيخ بفقدان زوجته وابنه، ورغم كثرة جراح المسلمين، ما لبثت دموعه الصادقة أن انهمرت في قلوب عشرات الملايين من المسلمين في طول الأرض وعرضها، وما ذلك إلا لشعورهم بصدقه، ومحبتهم له في آن.
أمثال الشيخ سلمان لا يُغيّبهم شيء، بل ثمة نوع من التغييب لا يزيدهم إلا حضوراً في وعي الجماهير. سلام عليه وعلى كل العلماء والدعاة الصادقين والأحرار في كل زمان ومكان.;