أحدث الأخبار
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد

الذين يتسولون الوقت

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 14-09-2017


التعامل مع الزمن، أو ما يسميه اختصاصيو السلوكيات والإدارة (فن إدارة الوقت)، لا يخص تقسيم الوقت عملياً ضمن مهام وظيفية محددة خلال اليوم أو الأسبوع أو السنة فقط، ولا يعني كيف نحدد بالضبط الوقت اللازم لهذا البرنامج وتلك المحاضرة، ولا يعني فقط كيف ننفق أوقاتنا بشكل جميل، هذه بعض اتجاهاتنا اليومية لإدارة الوقت في الحياة العملية، لكنها ليست كل شيء.

فماذا عنا كموظفين وآباء وأمهات وأشخاص عاديين وكتاب وصحافيين... إلخ، ماذا عنا إذا تركنا مؤسساتنا وخطط وظائفنا وعدنا للمنزل؟، عدنا كأشخاص لنا علاقة ماسة وعضوية بالزمن الممتد، لا مجرد معلمين محكومين بحصص زمنية، أو مديرين تضغطنا الخطط واعتبارات المؤسسة!


كلنا في نهاية اليوم، مجرد أشخاص عاديين مجردين من الاعتبارات، ومحسوبين على أنفسنا وأعمارنا وأحلامنا ومنجزنا الشخصي، أياً ما كان حجمه ونوعه وقيمته، فكيف ننظر لهذا الزمن، هذا العمر الذي يتسرب من شرايين سنواتنا بشكل خفي وبطيء، قطرة قطرة، بينما نحن نملأ الدنيا لهواً وضجيجاً، ودون أن ننتبه، وحين تفاجئنا تلك الحفرة الكبيرة التي خلفتها القطرات، وهي تنحت في أرض العمر، نقف بهلع لنستجدي بعض السنوات، تماماً كمتسول يقف على ناصية الشارع، رافعاً صوته (زمن لله يا محسنين).


هناك من يفكر في الزمن الفيزيائي (الساعات والأيام والسنين) بشكل شديد الحساسية، ولكن من منظور الشباب والجمال، ماذا ذهب وكم بقي، كيف يمكنني أن أضيف شباباً وجمالاً إلى سنيني الباقيات، كيف سأبدو أمام الآخرين، وماذا سيقول هؤلاء عني، وكيف أجعلهم يمتدحون تمتعي بشباب دائم؟، الزمن هنا بالنسبة للبعض، موضوع مادي شخصي، ضيق وفانٍ، ليس له أي مردود لاحق، بحيث ينتهي كل شيء بالموت أو الفناء، بينما بالنسبة لآخرين، فإن تسرب الزمن يصيبهم بقلق وجودي، فكيف مر الزمن ولم ينتهوا من مشروعهم أو عملهم الذي نذروا أنفسهم له؟.


لقد كان المفكر اليوناني الكبير نيكوس كازانتازاكس، يدعو ربه دائماً أن يمد في عمره عشر سنوات أخرى، ليكمل عمله الأدبي الكبير، ويقول ما كان عليه أن يقوله، كان يريد أن يأتيه الموت، فلا يأخذ منه إلا كيساً من العظام!! لقد اعتاد أن يقول لزوجته (أحس أنني سأفعل ذلك، سأذهب إلى ناصية الشارع وأمد يدي للتسول من العابرين (زكاة يا إخوان، ربع ساعة من كل منكم، بعض الوقت فقط لإنهاء عملي، وبعدها فليأتِ الموت)! كلما فكرت في فكرة أن هناك من فكر أن يتسول الوقت لينهي عمله أو مشروعه الفكري، أوقن حقيقة الوقت، كمعامل خطير في معادلة الحضارة والتطور، وهذا ما نغفله بشكل فائق!