حذرت مجلة فورين بوليسي الأميركية من تفاقم انتشار وباء الكوليرا باليمن وفتكه بمئات الآلاف، وذلك مع النقص الحاد بالماء والغذاء والدواء وتدهور القطاع الصحي، وسط انتقادات للسعودية لإعاقتها إيصال مواد الإغاثة والمساعدات.
وأشارت المجلة إلى دور الحرب التي تقودها السعودية على اليمن منذ أبريل 2015 في المآسي والمعاناة التي يعيشها الأهالي وفي انتشار مظاهر الفقر والجوع وتفشي الأوبئة، وقالت إن السعودية تحاول أن توهم العالم عن طريق رسمها صورة مختلفة لحربها على البلاد.
وأوضحت أن العاهل السعودي أرسل الأسبوع الجاري مستشارا كبيرا إلى الولايات المتحدة ليرسم صورة لأمة سعودية سخية تعمل على ضمان وصول الغذاء والدواء إلى المدنيين الذين يعانون في اليمن، وذلك حتى في الوقت الذي تواصل فيه الحرب الجوية ضد جماعة الحوثي في البلاد.
واستدركت بأن منظمات الإغاثة الدولية والناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان وعددا متزايدا من المشرعين الأميركيين يقولون إن السعودية وشركاءها العسكريين يزيدون من تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن.
كارثة إنسانية
وأوضحت المجلة أن السعودية وحلفاءها يؤخرون أو يمنعون وصول المساعدات الطارئة إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، بما فيه أحد الموانئ الحيوية ومطار البلاد، وهذا ما يفاقم الكارثة.
ونسبت إلى مسؤولين في الأمم المتحدة القول إن اليمن يمثل أكبر كارثة إنسانية في العالم حيث يعيش نحو سبعة ملايين مدني على شفا الجوع، مع تفشي وباء الكوليرا الذي أصاب أكثر من 600 ألف إنسان في اليمن حتى الآن.
وأضافت أن التحالف الذي تقوده السعودية أدى إلى إحباط منظمات الإغاثة إلى حد كبير، حيث منع رحلات الإغاثة الجوية إلى مطار اليمن وأوقف تسليم عدد من الرافعات الكبيرة إلى ميناء الحديدة التي يمكنها نقل المواد الغذائية والإمدادات الطبية من سفن الشحن على نطاق أوسع بكثير.
وتحدثت المجلة بإسهاب عن تفاصيل الحرب التي تعصف باليمن واليمنيين، وقالت إن التحالف الذي تقوده السعودية في هذه الحرب يواجه الآن مأزقا في ساحة المعركة وإنه يتعرض لانتقادات بسبب التداعيات الإنسانية والعدد الكبير من الضحايا المدنيين الناجم عن حربه الجوية، ومعظمهم من النساء والأطفال.