ذكرت مصادر دبلوماسية يمنية، أن مدينة نيويورك الأمريكية شهدت حراكا دوليا مكثفا بهدف إحياء مشاورات السلام المتعثرة منذ أكثر من عام بين الجانب الحكومي وتحالف الحوثيين وحزب الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.
وأوضحت المصادر (طلبت عدم الكشف عن هويتها)، للأناضول، أن تلك الجهود جاءت بالتزامن مع وجود الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، والوفد التفاوضي الحكومي في نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقالت المصادر إن الأمم المتحدة تحاول الحصول على المزيد من التنازلات من قبل الجانب الحكومي بشكل يسمح للحوثيين بالموافقة على الخطة الخاصة بمدينة الحديدة (غرب).
وتتعلق خطة الحديدة، بانسحاب الحوثيين من المدينة الساحلية الواقعة على البحر الأحمر ومينائها الاستراتيجي، وتسليم إدارته لطرف ثالث محايد، هو الأمم المتحدة.
كما تقتضي الخطة تدفق الإيرادات من جميع المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة والحوثيين، إلى وعاء واحد بما يضمن صرف مرتبات موظفي الدولة المتوقفة منذ قرابة عام، وفتح مطار صنعاء، بشرط إدارته من قبل الأمم المتحدة.
وأشارت المصادر إلى أن “النقاشات امتدت إلى مطار صنعاء الدولي، وضرورة فتحه، وأن الحكومة شددت على ضرورة أن يسلم الحوثيون إدارته للأمم المتحدة كشرط لرفع الحظر الجوي المفروض عليه من التحالف العربي، منذ أغسطس 2016″.
وأكدت المصادر “أنه ليس هناك أي موعد محدد بشأن استئناف مشاورات السلام بين الوفد الحكومي والحوثيين وحزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح”.
ولفتت إلى “أن النقاشات ما تزال عامة”.
ورفض الحوثيون سابقا، الدعوات لإدارة الأمم المتحدة ميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي، وقالوا إن ذلك “حق سيادي”، لكن ضغوطا ربما تمارس عليهم خلال الأيام القادمة من أجل القبول بالمقترحات، وخصوصا بعد دعوة بريطانيا لهم، مساء الجمعة، للانخراط في المشاورات بنية سليمة.
وفي السياق نفسه، عقد الرئيس اليمني، مساء أمس الجمعة، في مقر إقامته بنيويورك، لقاء مع وزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي، الذي كان خلال 2016، حلقة الوصل بين الحوثيين والمجتمع الدولي فيما يخص مشاورات السلام.
كما شهدت نيويورك، مساء الجمعة، لقاء بين وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، جيفري فليتمان، تم فيه “بحث آخر مستجدات الوضع السياسي في اليمن وجهود الأمم المتحدة الرامية لإيجاد تسوية سياسية”، وفقا لوكالة سبأ الرسمية.
وفي اللقاء، أكد المسؤول الأممي “إجماع المجتمع الدولي على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة في اليمن”.
ولفت إلى أن كل يوم يمر دون التوصل إلى حل يموت فيه ويعاني عشرات اليمنيين بفعل تفاقم الكارثة الإنسانية”.
وذكر فيلتمان، أن الأمم المتحدة ” تعمل على العودة إلى المسار السياسي من خلال مبعوث الأمين العام اسماعيل ولد الشيخ، الذي مددت الأمم المتحدة مهمته ستة أشهر إضافية، حتى فبراير القادم.