قال وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري خالد بن محمد العطية إن اقتصادات الدول لم تعد مهددة فقط بالتغيرات في أسعار النفط أو بكفاءة أسواقها، ولكنها أصبحت عرضة للتغيير بتدخل شخص واحد فقط عبر الإنترنت.
وأكد خالد العطية -في محاضرة عن "الهجمات الإلكترونية وآثارها الاقتصادية والاجتماعية" ألقاها الثلاثاء (26|9) بجامعة كارنيجي ميلون في قطر- إن الأخطار اليوم لم تعد ملموسة بحيث أصبح الأفراد يواجهون أخطارا غير تقليدية تهدد نسيج المجتمعات. ولم يعد المتطرفون يستهدفون المجتمعات بالقنابل أو بأسلحة أخرى، بل قاموا بتكييف أساليبهم الخبيثة وأصبحوا يستهدفون الشباب عن طريق الحاسوب.
صمود الشعب
وأوضح الوزير القطري أن الطائرات بدون طيار والسفن والآليات على الأرض مجهزة بتكنولوجيا متقدمة للغاية ومتطورة، لكن هذه القدرات الجديدة لها ثمن بحيث أصبح المجتمع عرضة للهجمات الإلكترونية، إذا لم تكن التكنولوجيا المستخدمة محمية بشكل صحيح، مشيرا إلى أنه يمكن أن تتضرر هذه التكنولوجيا بطرق لا تسبب أضرارا اقتصادية فحسب، بل تعرض الإنسان للخطر.
وأضاف العطية أن مواجهة التحديات تتغير باستمرار كما يتغير الإنسان أيضا، ولذلك ينبغي العمل على تطوير القدرات في مجال الإنترنت لكي يتم تجاوز قدرات الأعداء، وخلق البنى التحتية الدائمة التي تلبي احتياجات الشعب وضمان سلامتهم، وكذلك القيام ببناء علاقات إستراتيجية مع الدول والمؤسسات الأكاديمية من أجل تطوير هذه القدرات.
وأشار إلى أن ما تعرضت له دولة قطر من حصار جائر منذ مايو الماضي تم باستخدام وسيلة الاختراق الإلكتروني لوكالة الأنباء القطرية وبث الإشاعات المزيفة للاستناد بها مع المجتمع الدولي من أجل كسب تأييد لهذا الحصار.
وشدد على أن قطر "أثبتت قدرتها وإمكانياتها الاقتصادية على الصمود واجتياز هذه المرحلة بكل شجاعة، وأثبتت من خلالها على أن الشعوب قادرة على الصمود والتضامن مع قادتها، وهو ما جعل دولة قطر أقوى بكثير من ذي قبل، ولذلك فشلت خطط الدول المحاصرة فشلا ذريعا"، على حد تقديره.