ألغت الحكومة اليمنية احتفالاً وعرضاً عسكرياً كانت ستقيمه في العاصمة المؤقتة عدن، الخميس، بمناسبة الذكرى الـ50 للاستقلال، بعد اندلاع اشتباكات بين قوات الحماية الرئاسية وعناصر ما تسمى بـ"المقاومة الشعبية الجنوبية".
وقال رئيس الحكومة، أحمد عبيد بن دغر، في تدوينة له على صفحته بموقع "فيسبوك": "لا نقبل سفك الدماء لكي نحتفل.. لن نحتفل وهناك من يرى في احتفالنا بالذكرى الخمسين للاستقلال مشكلة".
ودعا "بن دغر" قوات الجيش وألوية الحماية الرئاسية للعودة إلى مواقعها، وتابع: هناك عدو أمامنا، وفي أوساطنا عدو آخر "يقتل للقتل فقط".
وكان مسلحون ينتمون لما تسمى "المقاومة الشعبية الجنوبية"، فصيل الحراك الجنوبي المنادي باستقلال جنوب اليمن عن شماله، قد انتشروا على طول الطريق المؤدي إلى معسكر صلاح الدين، في مدينة البريقة غرب عدن، مقر إقامة الاحتفال، ومنعوا موكب الحكومة من الوصول إليه.
واندلعت منذ فجر الخميس اشتباكات ضارية، استخدمت فيها أسلحة خفيفة ومتوسطة، من بينها الصواريخ الحرارية، بين ألوية تابعة للحماية الرئاسية ومسلحين ينتمون إلى "المقاومة الشعبية الجنوبية"، بحسب مصدر أمني.
ووفقاً لوكالة الأناضول للأنباء، قال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه: إن "اشتباكات اندلعت قرب الجسر البحري في البريقة، بين قوات الحماية الرئاسية وعناصر المقاومة، على خلفية منع الأخيرة وصول موكب الحكومة إلى مقر الاحتفال".
ومنذ الصباح الباكر انتشر أفراد يرتدون بزات عسكرية على طول الطريق بين مدينتي المنصورة والبريقة، ومنعت المركبات من المرور، وسط احتقانات أمنية كبيرة.
وتحتفل الجمهورية اليمنية، الخميس، بالذكرى الخمسين للاستقلال، الذي يوافق 30 نوفمبر، وهو اليوم الذي تمكن فيه اليمنيون من طرد الاستعمار البريطاني من عدن عام 1967.
وإضافة إلى الوضع المحتقن في الجنوب، حيث دعوات الانفصال بدعوى التهميش، يعاني اليمن من حرب دائرة منذ أكثر من عامين ونصف العام.
وتقاتل القوات الحكومية، بدعم من تحالف عربي تقوده الجارة السعودية، الحوثيين، والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح (1978-2012)، المتهمين بتلقي دعم عسكري من إيران.
وينشط تنظيم القاعدة في عدد من مدن اليمن، الذي يعاني سكانه أوضاعاً معيشية متردية للغاية، وسط تحذيرات أممية من كارثة وشيكة، بحسب "الخليج أونلاين".