أبدى الداعية الكويتي الدكتور محمد العوضي حزنه الشديد على الصراعات التي تغرق فيها منطقة الخليج منذ بدء الحصار المفروض على قطر، وما تسبّب فيه من قطع لصلة الأرحام بين شعوب الخليج وتشريد آلاف العائلات التي منعت من التواصل فيما بينها، ووقعوا ضحية عقوبات جماعية لا ناقة لهم فيها ولا جمل، بذريعة تصفية خلافات سياسية مع دولة قطر!.
وفي ظل التزام الكثير من الدعاة والوعاظ بدول الحصار الصمت، خوفا من عقوبات رادعة قد تطالهم، أسوة بما يواجهه الداعية السعودي الشيخ سلمان العودة؛ وانزلاق بعض الدعاة إلى معترك “التحريض” ضد قطر، ومبايعة إجراءات الحصار، من قبيل الداعية الأردني، الحاصل على الجنسية الإماراتية، وسيم يوسف؛ في مقابل هؤلاء؛ خرج قلة من الدعاة للنهي عن المنكر، أسوة بالداعية الكويتي المعروف محمد العوضي الذي جاهر برفضه وإدانته لما تمارسه دول الحصار من إجراءات، تسبّبت في قطع صلة الرحم بين العائلات المتصاهرة في قطر والسعودية والإمارات، وحرمان دول الحصار للعائلات المتصاهرة من لم شملها وتبادل الزيارات، حتى في حالات الوفيات، حيث حرم الكثير من المواطنين والقطريين والسعوديين والإماراتيين والبحرينيين من زيارة ذويهم، ودفن بعضهم في قطر، بعيدا عن أهاليهم بسبب رفض دول الحصار دفنهم في مسقط رأسهم.
وفي تغريدة له عبر حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، غرّد الداعية الكويتي المعروف الدكتور محمد العوضي، قائلاً: “تزداد الأحزان في كل اتجاه بسبب صراعات دول الخليج، ومنها حجم الضرر النفسي والاجتماعي للثمار الفاسدة من هذا الصراع في تقطيع الأرحام بين أهالي الخليجيين وتفريق الأقارب والأصهار والأنساب”.
وبنبرة يغمرها الحزن، تابع قائلاً: “فكم من زواج تم بين قطري وسعودية أو العكس خارج بلدانهم وبغياب أرحامهم حتى العزاء والمواساة حُرموها”.
ويعدّ الداعية العوضي من القلّة القليلة من الدعاة الذين جاهروا بمواقفهم الرافضة لسياسيات دول الحصار التي أمعنت في حصارها لدولة قطر، ومنعت الآلاف من العائلات المقيمة في قطر ومواطني الدول الخليجية الثلاث (السعودية، والإمارات، والبحرين) من تبادل الزيارات؛ بل وحرموا أطفال رضع من السفر للقاء أمهاتهم في الإمارات، بحجة حيازتهم للجنسية القطرية! كما منع العديد من الأزواج والعائلات المتصاهرة من تبادل الزيارات في الأفراح والأقراح، وصولا إلى إقدام دول الحصار على قطع الاتصالات الهاتفية الواردة من دول قطر، وحرمان العائلات من الاطمئنان على ذويهم، كما ورد في آخر تقرير للمفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، وتقارير اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بدولة قطر.
ومنذ بداية الحصار، شهدت قطر العديد من مراسم دفن مواطنين بحرينيين في الدوحة، بسبب منعهم الدخول إلى دولهم، بعد أن رفضوا العودة إليها، وفضلوا البقاء في قطر، إمّا بدافع العلاج، أو الاستقرار الوظيفي والاجتماعي، بعد سنوات طويلة قضوها في الدوحة.
ومقابل موقف الداعية العوضي الرافض لسياسات دول الحصار، انزلق الكثير من الدعاة إلى مستنقع السياسية، وأفتوا بجواز محاصرة الشعب القطري الذي بدأ في عز رمضان! متجاهلين تعاليم الدين الإسلامي، ومبادئ حقوق الإنسان، بشكل استفز وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، فخاطب دول الحصار قائلاً: “احترموا حرمة شهر رمضان”!.
ولم يجد أمثال وسيم يوسف، الذي ارتدى عباءة “ناشط سياسي”، حرجا في دعم حصار المواطنين والمقيمين في دول قطر، في عزّ شهر الصيام، بدلاً من وأد الفتنة، أو الدعوة إلى إصلاح ذات البين! كما أفتى علماء سعوديون بجواز الحصار، ومنع مواطنين قطريين ومقيمين من أداء مناسك الحج، خشية أن تصيب هؤلاء الدعاة لعنة الإجراءات الرادعة والعقوبات التي توعدت بها دول الحصار، كل من يجرؤ على رفض الحصار، أو مجرد التعاطف مع دولة قطر!.