قال أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، إن الإمارات لها مواقف ثابتة وراسخة ومصداقية، مؤكدا على أن قضايا المنطقة وفي مقدمتها سوريا واليمن والملف الفلسطيني تحظى باهتمام مراكز القرار.
جاء ذلك في سلسلة من التغريدات لقرقاش على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، تويتر، حيث قال: "زيارة ممتازة إلى المملكة المتحدة وفرصة لشرح موقف الإمارات تجاه القضايا الإقليمية والتطرف والإرهاب، هناك إدراك متنام بدور السعودية المحوري والقادم وقلق من الدور الإيراني الإقليمي"، على حد قوله، دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل.
ويستبق قرقاش، زيارة محمد بن سلمان إلى لندن الأسبوع الجاري، لكيل المديح للرياض، فيما يعتبره سعوديون إقحام من جانب قرقاش في شأن سعودي خالص، وكأنه يريد "إثبات الحضور" على حد قولهم.
وتابع قائلا: "قضايا المنطقة وعلى رأسها سوريا واليمن والملف الفلسطيني تحظى باهتمام في مراكز القرار والبحوث، وقناعة تتعزز بأن الإمارات شريك صادق يدرك أهمية أن تتحمل دول المنطقة مسؤوليات أمن واستقرار المنطقة".
وتختلف رؤية الإمارات عن بريطانيا في شأن أمن واستقرار المنطقة. ففي حين ترى لندن ، وخاصة البرلمان البريطاني، ضرورة أن يبدأ الأمن والاستقرار بمنح الشعوب حقوقها وحرياتها، ترى أبوظبي أن الأمن يسبق أي حديث عن حقوق وحريات.
ويقول ناشطون، إن الأمن والاستقرار مستتبان في دولة الإمارات، وباعتراف الأجهزة الأمنية وبتقييمات التقارير الدولية، فلماذا لا تمنح دولة الإمارات مواطنيها الحقوق المدنية والسياسية والوطنية، على سبيل المثال. ولماذا تحرم 65% من الإماراتيين من حق الترشح والانتخاب للمجلس الوطني (البرلمان)؟
وأضاف قرقاش: "الموقف الثابت والشفافية والمصداقية هي الثوابت الراسخة لسياسة الإمارات، وهذا التوجه الواضح يقدره الأصدقاء والشركاء، لا نتلون ولا نكذب ولا نلعب على التناقضات، والحصيلة احترام للإمارات وتعاون مع دورها في المنطقة وقضاياها"، على حد تعبيره.
ويقول مراقبون، إن الوقائع تفند عددا من مزاعم قرقاش، وخاصة في مسألة اللعب على التناقضات. فقد بنت أبوظبي استراتيجية تدخلاتها في العالم العربي على هذه التناقضات، فقامت بدعم طرف على حساب طرف، كما هو الحال مع حركة حماس في غزة وحركة فتح، وبين محمود عباس ومحمد دحلان، وبين الأطراف الليبية، واليمنية والصومالية والمصرية والسورية والعراقية، إذ لا توجد حالة من هذه الأمثلة إلا ولأبوظبي تعامل مزدوج مع طرف على حساب الكل الوطني في تلك الدول، على حد تقدير مراقبين.