زعمت افتتاحية صحيفة "القدس اللندنية" اليوم الإثنين، وقوف أبوظبي وراء تعيين مرشح جديد موالٍ لها للترشح في الانتخابات الرئاسية الليبية القادمة.
وقالت الصحيفة، إن تدخلات أبوظبي ظهرت جلياً عبر إعلان عارف النايض، سفير ليبيا السابق في الإمارات، نيّته الترشّح لانتخابات الرئاسة الليبية، واضعاً، بشكل واضح، أوراقه السياسية على الطاولة، وذلك بالترحيب بتدخّل النظام المصري في بلاده.
وكان النايض قد تقدم باستقالته كسفير لليبيا في الإمارات خلال شهر أكتوبر من العام الماضي حيث توقع ناشطون أن النايض مرشح للعب دور سياسي "رفيع" في ليبيا بعد الفوضى العسكرية والأمنية والسياسية التي تضرب البلاد منذ الثورة المضادة التي شنها حفتر في فبراير 2015.
وذكرت الصحيفة اللندنية أن السفير الليبي السابق لدى الإمارات، قدم في أوراق اعتماده السياسية إلى زعيم الإنقلاب في مصر، مشيداً بالجنرال خليفة حفتر، وبالهجوم على «الإخوان المسلمين» معتبراً أن أفكارهم هي التي أسست للفكر «الداعشي»، غير أنه سها، على ما يبدو، عن إعلان «كلمة السر» وراء ترشيحه من قبل الإمارات.
وبالعودة إلى السيرة الرسمية المنشورة للنايض عن بدايات علمية وتجارية، نجد أن الرجل ينتمي لعائلة مرموقة تجمع بين التجارة والسياسة والرياضة، فوالده علي أحمد النايض، كان من مؤسسي جمعية عمر المختار، ورئيسا للنادي الأهلي في بنغازي خلال سبعينيات القرن الماضي، كما كان من أكبر مقاولي الأعمال المدنية في ليبيا، قبل تأميم كافة شركاته وممتلكاته عام 1978 بقرار من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
ووفقاً للصحيفة فإن هذا الإرث يفسّر جمع عارف النايض بدوره سيرة علمية تنقلت بين الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وإيطاليا، ووظيفية تنقلت في مناصب أكاديمية، بينها عضوية لجنة أكاديمية استشارية بمؤسسة إماراتية، ومالية عبر إدارته شركة لتكنولوجيا المعلومات تضم مكاتب في ليبيا والإمارات.
كما أن تأميم أملاك والده يفسّر، حسب ما هو منشور، دعمه لثورة فبراير الليبية، لكنه يفسّر أيضاً اختياره هذا الدعم عبر تواصله مع السلطات الإماراتية، التي قامت باعتماده وسيطاً رئيسياً لها في الشأن الليبي، وسفيرا لبلاده فيها، أما استقالته اللاحقة فكانت، على ما يبدو، للوصول إلى هذا الإعلان الأخير عن ترشحه للرئاسة.
وحسب الصحيفة فإن تعليقات السياسيين والناشطين الليبيين الساخرة سجلت نقاطاً مفيدة للتعاطي مع موضوع علاقة أبو ظبي بليبيا.
وقال عضو المؤتمر الوطني السابق، عبد الرحمن الشاطر" إن أبوظبي تسيطر على 70 في المئة من الإعلام الموجه لبلاده، وطائراتها تقصف المدن الليبية، فيما يخلص ناشط للقول: «المفروض أن نسجل ليبيا باسم الإمارات ونرتاح" حد تعبيره.
واختتمت الصحيفة في مقالها الإفتتاحي، " تقديم النايض أوراق اعتماده لنظام عبد الفتاح السيسي، وإبدائه الودّ تجاه خليفة حفتر، لا يعني أن الطريق صار معبّداً أمامه نحو رئاسة ليبيا، ولا نتحدث هنا عن الأطراف السياسية الخارجة عن إطار سيطرة مصر والإمارات، بل كذلك عن الجنرال حفتر نفسه، فمن غير المتوقع لهذا الجنرال المنفلت من عقاله، والطامح لرئاسة ليبيا بنفسه، أن يترك شخصاً آخر، قادماً من عائلة عريقة، ومن أوساط الأكاديميين والتجارة والدبلوماسية، ينافسه على ما يعتبر أنه حقه الذي حازة بقوة السلاح.
إلى ذلك، قالت "قناة ليبيا" أن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح استقبل، في مقر إقامته بالقاهرة، سفير ليبيا السابق لدى الإمارات عارف النايض، ووصفت القناة النايض بـ"المرشح لرئاسة الحكومة"، دون أن تقدم تفاصيل أكثر حول الأمر.
وأضافت القناة أن اجتماع عقيلة بالنايض "ناقش آخر مستجدات الأوضاع في ليبيا، وسبل الوصول إلى حلول سياسية وعملية ناجعة وسريعة للأزمة الحالية، في ضوء المستجدات المحلية والإقليمية والدولية بالإضافة إلى آخر المبادرات المطروحة على الساحة، ولا سيما المبادرة المصرية".
ويعتبر النايض من المقربين من أبوظبي حيث يمثل النايض حكومة طبرق واللواء المتمرد خليفة حفتر، وورد اسمه أكثر من مرة في تقارير رسمية وإعلامية بقيامه بدور وسيط بين أبوظبي ومليشيا حفتر إلى جانب أدوار سياسية وإعلامية أخرى تصب في مصالح أبوظبي بحسب ما يقول ناشطون ليبيون معارضون.