لا يمكن تلمس استنتاج بريء سياسياً عند رصد ذلك التلامس الزمني الغريب ما بين نشاط مفاجئ للسعودية تحت عنوان الاستثمار في البحر الاحمر وبين قرار غامض بمبررات ركيكة اتخذته وزارة الصناعة والتجارة الأردنية ويقضي بوقف العمل باتفاقية التجارة الحرة بين الأردن وتركيا، جاء ذلك تزامنا مع زيارة وزير الخارجية للأردن ولقائه الملك عبدالله الثاني.
فقبل أسابيع قليلة جداً كان وزير الخارجية التركي مولود أوغلو في عمان وشوهد نظيره الأردني أيمن الصفدي في حالة تصفيق لما سماه انطلاق 70 عاماً على العلاقات مع تركيا مشيراً لثقة بلاده بأن هذه العلاقات ستتعزز باتفاقية جديدة للتبادل التجاري والتعاون في مجال النقل البحري.
صحيفة "القدس العربي"، سألت: ما الذي تغير خلال وقت قصير في جسد العلاقات بين الأردن وتركيا؟
وتجيب الصحيفة اللندنية، نفسها بالقول: لا تحتمل الإجابة على هذا السؤال فراغات وسيناريوهات لأن التطور الوحيد الذي حصل خلال هذه الفترة الزمنية هو ما يمكن تسميته ومن باب الاستنتاج والتحليل السياسي بالعامل السعودي فقط. فجأة تدخل مدينة العقبة الاردنية ومنذ عشرة أيام فقط و بصورة غامضة وغير مرتبة إلى قاموس وأدبيات الأدب السعودي ويتجول في العقبة مبعوثون ومسؤولون سعوديون يبحثون عن فرص استثمار ضمن سلسلة مشروعات ولي العهد الامير محمد بن سلمان العابرة لشواطئ وضفتي البحر الأحمر.
وتستطرد الصحيفة، وعلى هذا الأساس يظهر الجانب السياسي في الموضوع فقد استبدل الوزير الصفدي صورته الحماسية مع نظيره التركي أوغلو بأخرى مماثلة مع نظيره الشيخ عبد الله بن زايد الذي يصرح علناً برفقة الصفدي فجأة "بأن الاردن بلد مهم واستراتيجي وسيتم تقديم كل ما يلزم لمساعدته".
الأهم في ما صرح به عبدالله بن زايد هو اعتباره أن التحديات التي يواجهها الأردن تواجه الإمارات أيضاً. وتلك العبارة التي قال فيها عبدالله بن زايد، بأن بلاده معنية بتوفير الحياة الكريمة لأبناء الأردن ومن يقيم فيه متحدثاً عن تنشيط الاتفاقيات بين البلدين وعن تعاون في مجال الطاقة قريباً.
وخلصت الصحيفة، إلى القول: من المرجح أن الاطاحة بقرار بيروقراطي مثل اتفاقية التجارة الحرة مع تركيا والتي شكلت نقطة تجاذب أصلاً مع الرئيس رجب طيب أردوغان له علاقة بحمى الصراع والتنافس في البحر الأحمر.
وله علاقة بمتطلب أماراتي سعودي سياسي يضغط على الأردن لدفن أي محاولة للتجاذب مع تركيا أردوغان. قد تحصل تلك المقايضات دوما في عالم السياسة خصوصا في الشرق الأوسط.