أبدى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تفاؤله بالجهود المبذولة للتوصل إلى تسوية سلمية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والذي يُبنى عليه التطبيع الكامل بين الدول العربية والاحتلال الإسرائيلي، مشدداً على ضرورة تحقيق "مصالح الجميع".
وأكد بن سلمان أن المملكة العربية السعودية تتعاون مع حلفائها، وتحديداً الولايات المتحدة الأمريكية، لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط.
ورداً على سؤال إن كان قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل سفارة واشنطن إلى القدس يضر بعملية السلام أو يفيدها، أجاب بن سلمان في لقاء مع شبكة "سي بي أس" الأمريكية، بالقول إن بلاده تركز على الأمور التي تخدم مصالح الفلسطينيين وجميع الأطراف، بحسب تعبيره، في تهرب واضح من الإجابة.
وأضاف الأمير السعودي: "نحاول التركيز على الجهود التي تحقق السلام للجميع، ولا نركز على ما يثير التوتر... بطبيعتي أنا متفائل".
وعن علاقة السعودية بترامب واختياره لها كأول دولة يزورها كرئيس، قال محمد بن سلمان إن الرئيس ترامب هو الرئيس المنتخب الأمريكي، والعلاقات السعودية الأمريكية تاريخية وتعود لنحو 80 سنة. وفي الواقع فالسعودية هي أقدم حليف للولايات المتحدة في الشرق الأوسط قبل أي دولة أخرى.
وحول موقف ترامب من السلام في الشرق الأوسط ومناقشة الملف مع جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي الذي يوصف بأنه "مهندس صفقة القرن"، قال ولي العهد السعودي: "إن جاريد هو المكلف بالملف من قبل البيت الأبيض، وواجبنا كسعوديين هو تطوير علاقاتنا مع حلفائنا وكل ممثلي هذه المؤسسات".
وتأتي تصريحات ولي العهد السعودي قبل أيام من زيارته المرتقبة إلى واشنطن، ولقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يوم 20 مارس الجاري.
وشهدت العلاقات الأمريكية السعودية تحسناً كبيراً في عهد ترامب، وهو ما يرجع جزئياً إلى توافق بين قادة البلدين، وكذلك دولة الاحتلال الإسرائيلي، بشأن ضرورة مواجهة إيران، العدو اللدود للرياض، بشكل أكثر قوة في المنطقة.
وخالف ترامب سياسة أمريكية متبعة منذ عقود، عندما أعلن في ديسمبر الماضي وأصدر تعليمات ببدء عملية نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، رغم تحذيرات من أن ذلك سيوسع الهوة بين إسرائيل والفلسطينيين.
ورغم أن الديوان الملكي السعودي قد وصف الخطوة بأنها "غير مبررة وغير مسؤولة" و"تمثل تراجعاً كبيراً في جهود الدفع بعملية السلام"، فإن مسؤولين عرباً يؤكدون أن الرياض تشارك في استراتيجية أمريكية أوسع نطاقاً لوضع خطة سلام إسرائيلية - فلسطينية.
وفي الوقت الذي اشتعلت فيه عواصم العالم رفضاً لقرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، غابت أحداث مدينة القدس عن خطبة الجمعة، التي تلت يوم اتخاذ القرار، في المسجد الحرام والمسجد النبوي وكل مساجد المملكة، خلافاً للمساجد في عموم العالم الإسلامي، التي أكدت في خطبها رفضها لقرار الرئيس الأمريكي وما يترتب عليه من تداعيات.
ويقول مسؤولون فلسطينيون إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الفلسطيني محمود عباس ناقشا بالتفصيل "صفقة القرن"، التي كشف عنها ترامب وصهره ومستشاره جاريد كوشنر لاحقاً.