قررت أبوظبي تقديم شكوى ضد الصحافي المغربي توفيق بوعشرين، مديرالنشر في صحيفة «أخبار اليوم» وموقع «اليوم 24»، على خلفية مقال نشرته الصحيفة يتحدث عن تورط الإمارات في ملف بوعشرين المُلاحق باتهامات باعتداءات جنسية والاتجار بالبشر والاغتصاب، وهي اتهامات يشكك حقوقيون وصحافيون في صحتها.
وقالت تقارير صحافية مغربية إن الشكوى التي قدمتها سفارة الإمارات في الرباط ترتبط بإحدى المقالات التي نشرتها جريدة «أخبار اليوم»، في 19 مارس الجاري، والتي أشارت إلى تورط الإمارات في ملف محاكمة بوعشرين.
وقالت الصحيفة إن أيادي خليجية موجودة في المِحنة التي يجتازها بوعشرين منذ 23 فبراير المنصرم.
وأضافت « أخبار اليوم» أن مصادر جيدة الاطلاع كشفت لها، أن وراء اعتقال توفيق بوعشرين ضغوطات كبرى مارستها دول خليجية على السلطة المغربية، بسبب افتتاحيات الصحافي المنتقدة للحكام الجدد في بعض دول الخليج، وأساسا تلك التي اعتبرت أن بعض هؤلاء الحكام يغذون الوهم لدى مجتمعاتهم ولدى العالم، حين يبشرون بنموذج للرفاه الاجتماعي بدون الحاجة إلى الديمقراطية، ولا إلى التحديث الفكري الأصيل.
وقالت «أخبار اليوم» إن دولة كبرى في الخليج احتجت على افتتاحيات بوعشرين التي علق فيها على التطورات السياسية، التي عرفتها خلال الشهور الأخيرة، واتصل وزير خارجيتها بالمغرب للاحتجاج، معلنا، كذلك أن دولته قد قررت رفع دعوى قضائية ضد بوعشرين، و«أخبار اليوم»، لكن مسؤولا حكوميا مغربيا رد عليه بالقول « دعوا لنا هذا، نحن سنتصرف».
وأوضحت تقارير صحافية أن وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، عبر عن انزعاج بلاده من افتتاحيات بوعشرين، ونقل ذلك بشكل رسمي إلى نظرائه المغاربة، فيما باءت محاولات الإمارات لشراء الجريدة بالفشل، لتعلن وضع بوعشرين في لائحة الممنوعين من دخول الإمارات.
وقالت التقارير، إن السعودية، عبر وزير خارجيتها، قدمت رسالة احتجاج إلى وزير خارجية المغرب، تعلم من خلالها الرياض أنها قررت مقاضاة توفيق بوعشرين بسبب ما يكتبه عن بلاد الحرمين، وأن افتتاحيات بوعشرين المنتقدة للحكام (الجدد) في بعض دول الخليج، كانت هي موضوع الاحتجاج السعودي، إذ سبق له أن «انتقد في افتتاحياته تصرفات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وطريقة تنصيبه وكيفية إزاحة خصومه المفترضين على عرش السعودية، كما لم يتردد في الهجوم على طريقة تدبير ملف حقوق الإنسان في البلاد».
وتضيف «أخبار اليوم» أن الفترة الفاصلة بين توصل الدبلوماسية المغربية برسالة احتجاج من هذا البلد، واعتقال بوعشرين كانت قصيرة جدا.
وكشفت مصادر مقربة من ملف الصحافي بوعشرين الذي عرف بانتقاداته الشديدة للفساد، أن علاقته كانت متوترة مع الإمارات، في الفترة الأخيرة، وتلقى عام 2012 عرضا يقضي بدخول شريك إماراتي في رأسمال الشركة المصدرة للمجموعة الإعلامية، وتجسد العرض أساسا في «إهدائه» مطبعة كاملة ومتطورة جدا، وهو ما رفضه بلباقة.
وقالت «أخبار اليوم» إنه بعدما يئست أبوظبي من «شراء» جريدة «أخبار اليوم» والاستفادة من رصيدها من المصداقية والتأثير، وضع توفيق بوعشرين في لائحة سوداء تضم أسماء الاشخاص الممنوعين من دخول أراضي الإمارات.
هذه الخطوة تمت مباشرة بعد نشر الجريدة تقريرا أصدرته منظمة العفو الدولية، والذي تضمن فقرات تقول بوجود خروقات لحقوق الإنسان داخل الإمارات، وأن هذا التوتر في العلاقة اشتد عندما اتخذت الصحيفة موقفا محايدا من الحصار الذي فرض على دولة قطر، وهو الحياد نفسه الذي عبر عنه الموقف الرسمي للمغرب، وأن هذه المعطيات، إلى جانب أخرى، تؤكد وجود مؤامرة شاركت فيها أطراف مختلفة ضد توفيق بوعشرين، على حد تعبير التقارير.