قال آجاي شارما، سفير المملكة المتحدة في قطر إن النزاع الخليجي لم يؤثر بتاتاً على علاقات البلدين، بقدر ما فتح مجالات أخرى لتطوير الشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين، لافتاً إلى أن بريطانيا متمسكة جدا بصداقتها مع قطر التي تعتبرها بلداً صديقا، ولن تقبل المساس باستقرارها، لأن أمن قطر من أمن المنطقة وأمن العالم بأسره.
وخلال مؤتمر صحافي بمناسبة احتفال سفارة بلاده الأربعاء بعيد ميلاد الملكة إليزابيث، قال السفير شارما “إن المملكة المتحدة تقوم بالعديد من المساعي للمساعدة في حل النزاع الخليجي ولكن بهدوء، لأن المسألة الخليجية تعني الكثير بالنسبة للمملكة المتحدة، ولذلك سوف تواصل بذل قصارى جهدها للوصول إلى حل”، موضحا أن “هذه الجهود ربما لا تكون معلنة أو مرئية للعامة، ولكن لا يجب أن يشكّك أحد في التزامنا بمحاولة حل هذه المسألة، فالمنطقة تمرّ بفترة صعبة، ولا نريد المزيد من المشكلات غير الضرورية. وتهمنا وحدة الخليج لمواجهة مشكلات أخرى سواء في سوريا أو اليمن”.
وأضاف: “رغم مرور 10 أشهر، إلا أن رغبتنا للحل لم تختف واهتمامنا بدعم جهود حلها، لا تزال قوية وسنواصل البحث عن فرص للحل مع الجميع، فلدينا علاقات جيدة مع مجلس التعاون ونود تطوير هذه العلاقات أكثر وهذا النزاع يصعّب من هذه المسألة”.
طموحاتنا لتطوير العلاقات مع قطر لم تتأثر بالنزاع الخليجي
وعن مدى تأثر النزاع الخليجي على علاقات البلدين، قال السفير البريطاني: “ما تزال لدينا طموحات كبيرة في علاقاتنا مع قطر حتى بعد نشوب النزاع الخليجي، ونطموح لإنجازات أكبر في علاقاتنا الثنائية مع دولة قطر. وقد بيّن لنا النزاع الخليجي أن هناك مجالات أخرى يمكن أن نتعاون فيها مع دولة قطر”.
وأشار إلى أن “المملكة المتحدة تدرك أن دولة قطر تحتاج منها أشياء مختلفة نتيجة لهذا النزاع ونحن سعداء لدعم قطر في رؤيتها للعام 2030، وأن تكون أقل اعتمادا على جيرانها، وتطلعها إلى تطوير علاقاتها في مجالات مختلفة مع دول مختلفة، وأدركنا أنه يمكن أن يكون هناك دور للمملكة المتحدة وسعداء للعمل مع قطر على أجندتها الجديدة وهذه هي الرسالة التي أود التأكيد عليها.
استقرار قطر من استقرار المنطقة والعالم
وعن التعاون في مجال الدفاع، قال السفير آجاي شارما: “إننا نتقاسم مع قطر رغبتنا في تحقيق الاستقرار في المنطقة. إننا ندرك تماماً أهمية استقرار دولة قطر بالنسبة لأمن واستقرار المنطقة، وحتى بالنسبة للعالم، وأهمية استقرار قطر بالنسبة لمصالحنا المشتركة، ومن تمّ، لا نتحمل تعريض استقرارها للخطر. وكما تعلمون، نسبة 25% من الغاز التي تصل المملكة المتحدة نستوردها من دولة قطر، والكثر من دول العالم تعتمد على الغاز القطري أيضا”.
وتابع قائلاً: “إحدى أهم الأسباب التي تجعل المملكة المتحدة لا تقبل المساس باستقرار قطر، هي أنها بلد صديق لنا، وتجمعنا علاقات استراتيجية، ومصالح اقتصادية مشتركة، تعكسها الاستثمارات القطرية التي تصل إلى 25 مليار جنية استرليني، إلى جانب وعود باستثمار 5 مليارات جنية استرليني خلال السنوات المقبلة في المملكة المتحدة”.
وعن موعد تسليم 24 طائرة تايفون قتالية، اشترتها قطر من بريطانيا، قال السفير: “”طائرات تايفون القتالية التي اشترتها قطر من المملكة المتحدة ستكون جاهزة للاستلام قبل مونديال 2022، وستكون تايفون” ستكون بالتأكيد جزءاً من تأمين البطولة وهي نفس رؤية الجانب القطري”.
راضون عن خطوات قطر في مكافحة الإرهاب
وفيما يتعلق بمحاربة الإرهاب، أوضح قائلاً: “نحن نعمل سويا مع قطر باعتبارها دولة صديقة وحليفة لنا في محاربة الإرهاب، ونواصل التعاون معها بالخبراء والدعم، ولدينا دعم كبير من المسؤولين على أعلى مستوى من الجانبين، ونأمل أن يتحول هذا التعاون إلى اتفاقية في المستقبل القريب، ونحن نرى أن هذا التعاون مهم جدا، وننظر بعين الرضا للخطوات التي اتخذتها قطر في هذا المجال، لأن محاربة الإرهاب تتطلب الكثير من العمل”.
لندن حريصة على نجاح مونديال 2022
على الجانب الآخر، قال السفير البريطاني إن أقوى رسالة يريد أن يبلغها للقطريين هي “أننا في المملكة المتحدة نعمل جاهدين لتقديم الدعم الكامل لضمان أن تكون قطر جاهزة لتنظيم ناجح لمونديال 2022″.
وأضاف: “في الماضي، كان هناك ضجيج كبير حول موقف المملكة المتحدة من مونديال 2022، واليوم، أريد التأكيد أن موقفنا واضح، وسنقوم بكل ما نستطيع لدعم قطر، سواء على مستوى الحكومة، أو رجال الأعمال، أو المواطنين البريطانيين المقيمين في قطر”.
55 مليار دولار استثمارات قطرية في بريطانيا
نوّه السفير آجاي شارما إلى أن أكبر جزء من العلاقات الاقتصادية بين قطر وبريطانيا يتركز في قطاع الأعمال والاستثمار، مستشهدا بوجود استثمارات قطرية ضخمة في المملكة المتحدة بقيمة 35 مليار جنيه استرليني تقريبًا، إضافة إلى 5 مليارات أخرى أعلن عنها الجانب القطري العام الماضي، ليصل إجمالي الاستثمارات القطرية إلى حوالي 40 مليار جنيه استرليني، بما يعادل 55 مليار دولار تقريبًا، لافتاً إلى أن قطر تأتي ضمن أعلى شركاء الاستثمار مع المملكة المتحدة بين دول مجلس التعاون.
وتابع قائلاً: “حجم التبادل التجاري بين بلدينا يبلغ 5 مليارات جنية استرليني، منها 3 مليارات جنيه عبارة عن صادرات بريطانية إلى قطر و2 مليار جنيه استرليني واردات بريطانية من قطر، أهمها الغاز القطري المسال”.
دعم الاتفاق النووي لا يعني الصمت عن محاولات إيران خلق مشاكل بالمنطقة
وبشأن المشروع النووي الإيراني، قال السفير البريطاني الذي سبق له العمل سفيرا في طهران، وكان من بين مهندسي الاتفاق النووي: “نحن نقف مع كل ما يحقق الأمن والاستقرار في الاقليم، ووقوفنا مع الاتفاق النووي لا يعني الصمت وعدم إيقاف محاولات إيران لخلق بعض المشاكل في المنطقة”.