شهدت الجبهة الحدودية في جنوب لبنان إطلاق صاروخين على إسرائيل التي ردت بـ 25 قذيفة مدفعية، استهدفت عدداً من البلدات، وذلك في ثالث حادث من نوعه منذ يوم الجمعة الماضي. في وقت طلب القضاء العسكري في لبنان عقوبة الإعدام لـ 23 متهماً بأعمال إرهابية، بينهم قياديون في «كتائب عبدالله عزام»، المرتبط بتنظيم «القاعدة»، كما استجوب موقوفاً لبنانياً بجرم الانتماء إلى «جبهة النصرة» المعارضة في سوريا.
جاء ذلك وسط تحذير منسق الأمم المتحدة المقيم للشؤون الإنسانية روس ماونتن من أن لبنان يواجه خطر التفتت كدولة ألقي على عاتقها عبء 1,1 مليون لاجئ سوري وإن على المانحين الأجانب الوفاء بتعهداتهم لمساعدتها على اجتياز الأزمة، وقال «إن الزعماء السياسيين والدينيين من السنة ومن الشيعة غطوا حتى الآن على التوترات المتنامية لكن الدول المانحة لم تف بالتعهدات بتقديم الإغاثة، وأضاف «لم يعد الأمر مجرد مسألة طوارئ إنسانية، بل كما وصفه الرئيس السابق ميشال سليمان بأزمة تتعلق بوجود لبنان، بأمنه واستقراره وأعتقد أن ما يحدث في لبنان سيؤثر على المنطقة».
وأضاف ماونتن من المتوقع أن يصل عدد اللاجئين إلى 1،5 مليون بحلول نهاية العام، وأضاف في مؤتمر صحفي في جنيف «نخشى أن يتصاعد التوتر بشكل اكبر وألا يؤدي إلى تفاعلات سورية-لبنانية فحسب بل أن يثير للأسف شبح المشكلات بين اللبنانيين وبين طوائفه».
وقال إن الشرق الأوسط الذي يعاني من تداعيات أزمات في سوريا والعراق وغزة لا يتحمل سقوط لبنان في حرب أهلية أخرى، وأضاف أن الجهات المانحة لم تقدم سوى 500 مليون دولار فيما يتعلق بمناشدة لتوفير 1،6 مليار دولار لبرامج الإغاثة في لبنان هذا العام.
وقال ماونتن «إن العنصر المهم الآخر هو ما إذا كانت حكومة بيروت بإمكانها الحفاظ على التوازن بين الخليط السياسي والطائفي في لبنان والمضي قدما نحو الانتخابات الرئاسية والبرلمانية»، وأضاف «أن تدخل حزب الله في سوريا يثير جدلا كبيرا بكل وضوح على الصعيد الداخلي وهذا يمثل بعدا آخر لهشاشة الساحة السياسية». وتابع «التوتر الذي نشهده يزيد الاستياء بشأن الموقف والوظائف والحصول على الخدمات الأساسية والاستياء من ذلك.. ترك الشبان الذين في سن العمل والدراسة لشأنهم مما يزيد من السخط ولا اعتقد أن هذا أمر جيد سواء للبنان أو المنطقة».