واجهت المبادرة التي أطلقتها مصر لوقف العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، رفضاً من الفصائل الفلسطينية المقاتلة لعدم استشارتها ببنود المبادرة ولأنها لا تلبي طموح الفلسطينيين بعد التضحيات الجسيمة التي قدموها، وسط ترحيب عربي ودولي بها. ودعت المبادرة إلى وقف فوري لإطلاق النار، وذلك في ظل اتصالات تجريها مصر مع الجانب "الإسرائيلي" والسلطة الفلسطينية في المقاطعة برام الله، ولكن المبادرة لا تنص على رفع الحصار المستمر منذ سبع سنوات ولا بإلزام إسرائيل بالاتفاقيات السابقة ومنع الاغتيالات مستقبلا، فضلا عن حديث بنزع سلاح المقاومة بعد وقف إطلاق النار.
وبعد ست ساعات متواصلة من وقف إطلاق النار المزعوم وتحت صليات من صواريخ المقاومة أعلن الجيش الإسرائيلي استئناف الهجوم على المدنيين الفلسطينين، ما اعتبرته المقاومة دليلا على أن موافقة إسرائيل على وقف النار كانت مناورة.
وأكد مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب دعمه لطلب فلسطين للحماية الدولية ليكون ذلك مقدمة لإنشاء دولة فلسطينية كاملة السيادة، وطالبت دولة الإمارات العربية المتحدة بتشكيل لجنة تقصي حقائق حول الجرائم والانتهاكات "الإسرائيلية" السافرة ضد المدنيين في قطاع غزة .
ميدانياً، كثفت طائرات الاحتلال الحربية قصف مناطق مختلفة من قطاع غزة واستهدفته بسلسلة غارات بالرغم من إعلانه الاستجابة إلى المبادرة المصرية، غير انه تنصل منها باستهدافه للبيوت والمساجد، وأسفرت غاراته الإجرامية عن استشهاد 5 فلسطينيين ليرتفع بذلك إلى مئتي عدد الشهداء منذ بدء العدوان و1400 جريح، وواصلت المقاومة الفلسطينية قصف العمق "الإسرائيلي" في اليوم الثامن للعدوان بعشرات الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى على مدن الشمال والمستوطنات المحيطة بالقطاع ووسعت دائرة الاستهداف حتى وصلت إلى أقصى الشمال الفلسطيني المحتل، وأعلنت كتائب القسام عن قصف حيفا بصاروخ R160 وقصف روحوفوت في الضواحي الجنوبية لتل أبيب ب5 صواريخ سجيل55 فيما تم قصف ديمونا بعدد من الصواريخ، وقتل "إسرائيلي" إثر سقوط قذيفة هاون أطلقتها المقاومة على معبر "إيرز" .