تضاربت الرؤى الإماراتية والقطرية بشأن مخرجات جلسة منظمة الطيران المدني الدولي "إيكاو"، الخاصة بالنظر في شكوى أبوظبي بخصوص اعتراض مقاتلات قطرية طائرات مدنية إماراتية فوق مياه الخليج
ففي حين اعتبرت الإمارات أن المجلس أيد مخاوفها بشأن "المخاطر، التي تواجه سلامة الطيران المدني، بسبب العمليات العسكرية القطرية العشوائية"؛ فإن قطر اعتبرت، أن الإيكاو "أحبطت محاولات الإمارات لاتهام قطر باعتراض طائراتها المدنية".
وقد بدأت الجلسة بعرض قدمه وفدنا حول اعتراض مقاتلات قطرية، في أكثر من واقعة، لطائرات مدنية إماراتية.
وقال مدير الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات، سيف السويدي، إن "تلك الحوادث تشكل انتهاكا واضحا وخطيرا من قبل دولة قطر لاتفاقية الطيران المدني الدولي المعروفة أيضا باتفاقية شيكاغو، والتي تطالب الدول باحترام سلامة الملاحة الجوية المدنية".
وأضاف أن "الأدلة التي قدمتها دولة الإمارات إلى المجلس تبرهن، أن قطر فشلت في الإخطار بحدوث نشاطات خطيرة، ولم تقم بالتنسيق بين وحداتها العسكرية وخدمات حركة الطيران المدني من ناحية، ومع نظيراتها في مملكة البحرين، من ناحية أخرى".
وردت قطر، عبر ممثلها، رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، عبد الله السبيعي، الذي حمّل مقدم خدمات الملاحة الجوية في مملكة البحرين كامل المسؤولية، "لعدم قيامه باتخاذ الإجراءات اللازمة، لضمان أمن وسلامة الطيران المدني، والحفاظ على سيادة دولة قطر وأجوائها".
واتهم المسؤول القطري مملكة البحرين بأنها "دأبت في الآونة الأخيرة على السماح للطائرات العسكرية الإماراتية بانتهاك سيادة أجواء دولة قطر، وعدم الالتزام بمتطلبات دولة قطر المبينة في دليل معلومات الطيران المدني".
وأضاف: "دولة قطر، ومنذ بداية الحصار المفروض عليها، أبدت امتثالا كاملا لجميع الاتفاقيات المتعلقة بالطيران المدني، ومن بينها اتفاقية شيكاغو عام 1944، كما أنها لم تتعامل مع دول الحصار بنفس المنطق، ولم تقم بإغلاق أجوائها أمام الطائرات المدنية التابعة لهم".
من جانبه دعا مجلس الطيران المدني إلى "التزام العمليات الجوية العسكرية بضمان سلامة الطيران وأخذها بالاعتبار"، مشيراً إلى أن "إيكاو" ستواصل مراقبتها للوضع، لتحديد وتنفيذ الحلول الفنية، لتعزيز سلامة الطيران في المنطقة.
وكانت قطر والإمارات اشتكتا، أكثر من مرة، إلى الأمم المتحدة و "إيكاو" بشأن حقوق الطيران في مناطق فوق الخليج؛ حيث تعتبر الدوحة أن الإمارات تنتهك سيادة أجوائها، فيما ترد أبوظبي بأن طائراتها المدنية تسلك مسارات دولية معروفة.
وتأتي المناكفات الجوية في الأزمة الخليجية كأحد توابع الأزمة الأصلية التي قاربت على عامها الأول في ضرب العلاقات الخليجية الخليجية وإصرار بعض الأطراف على حلول توصف بحلول "إذعان" لطرف آخر، وهو ما يعتبره مساسا مرفوضا بسيادتها.
يشار أن إيكاو ترفض الحكم في موضوعات ذات طبيعة سياسية وتقتصر مداولاتها على النواحي التقنية والفنية لشؤون الطيران في العالم.