استقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الأربعاء في عمان، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، موازاة مع إعلان دولة قطر عن توفير 10 آلاف فرصة عمل في قطر للشباب الأردني، وحزمة استثمارات بقيمة 500 مليون دولار أميركي.
وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان على موقعها الرسمي إنه في ظلّ الظروف والتحديات الاقتصادية الصعبة التي تمرّ بها المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة فإن دولة قطر تعلن عن عشرة آلاف فرصة عمل سيتمّ توفيرها في قطر للشباب الأردني لمساعدته في تحقيق تطلعاته والإسهام في دعم اقتصاد وطنه كما تعلن عن حزمة من الاستثمارات التي تستهدف مشروعات البنية التحتية والمشروعات السياحية بقيمة 500 مليون دولار أمريكي.
ولفت البيان إلى أن دولة قطر تركز في دعمها المقدم على المشروعات ذات الطبيعة المستدامة لخلق قاعدة يستند عليها الاقتصاد الأردني على مدى سنوات كما تركز على دعم فئة الشباب والقوة الدافعة للإنتاج كما أثبتت تجارب عدد من الاقتصادات الصاعدة.
وأضاف: “إن من شأن توفير فرص العمل للشباب الأردني وتنفيذ المشروعات التي تنوي دولة قطر تنفيذها فى الاردن من خلال انشاء صندوق استثماري للبنية التحتية والمشروعات السياحية أن تخلق حراكا لعجلة الاستثمار وفرصا استثمارية مباشرة وغير مباشرة سواء خلال فترة تنفيذ هذه المشروعات أو بعد دخولها مرحلة تقديم الخدمات أو الانتاج“.
وتابع البيان: “إن دولة قطر في دعمها ووقوفها بجانب المملكة الأردنية الهاشمية حكومةً وشعبا إنما تنطلق من العلاقات الأخوية التاريخية الوطيدة مع الأردن الشقيق ومن مبادئها الراسخة وقيمها العربية الأصيلة، وإن دولة قطر تؤكد أن التباينات وإن وجدت فإنها لا يمكن أن تؤثر على قيامها ووفائها بواجبها القومي والإسلامي تجاه الدول العربية الشقيقة وشعوبها. كما من الواجب الاشادة في هذا السياق بعدد من المواقف الأردنية الثابتة تجاه عدد من القضايا القومية وفِي القلب منها القضية الفلسطينية والتي تشكّل المملكة الأردنية الهاشمية عمقا استراتيجيا وتاريخيا وشعبيا لها لا سيّما في المحافظة على الحقوق الاسلامية والعربية في مدينة القدس الشريف التي تنضوي تحت الوصاية الهاشمية الكريمة وإن دعم دولة قطر للأردن في هذا الوقت لهو دعمٌ لهذا الثبات والصمود“.
واختتم البيان: “نحن بعون الله واثقون من قدرة المملكة الاردنية الهاشمية وشعبها الشقيق على تجاوز هذه المرحلة التي لن تزيدهم إلا تلاحما واصرارا على بناء وطنهم متجاوزين لتحديات الحاضر”.
وتعدّ زيارة وزير الخارجية القطري إلى عمان الأولى لمسؤول قطري إلى عمان منذ تخفيض الأردن تمثيله الدبلوماسي مع قطر إلى مستوى القائم بالأعمال في يونيو 2017، إثر ضغوطات تعرضت لها عمان عقب قرار السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وفرض حصار جوي وبري وبحري.
وبرّر الأردن قرار تخفيض العلاقات مع قطر وقتها على لسان وزير الإعلام والاتصال المتحدث الرسمي باسم الحكومة محمد المومني وقتها، بالقول “بعد دراسة أسباب الأزمة، التي تشهدها العلاقات بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، وبين قطر، قررت الحكومة تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع الدوحة”.
وتأتي زيارة المسؤول القطري بعد أيام من دعوة السعودية لعقد قمة رباعية لدعم الأردن الذي يتخبط في مشاكل اقتصادية، بحضور الكويت والإمارات ومصر، في خطوة اعتبرها البعض شبيهة بسياسة العصا والجزرة التي تمنح الأردن مساعدات، مقابل الضغط عليه لتغيير مواقفه المبدئية من رفض نقل السفارة الأميركية إلى القدس، والموافقة على “صفقة القرن” حول القضية الفلسطينية.