قالت منظمة العفو الدولية، إن ملايين اليمنيين باتوا عرضة للخطر بفعل القيود التي يفرضها التحالف الذي تقوده السعودية على دخول السلع الأساسية، مثل الغذاء والوقود والإمدادات الطبية، إلى البلاد. فيما اتهمت جماعة الحوثيين بتأخير توزيع المساعدات في المناطق المهددة بالمجاعة.
واتهمت المنظمة في تقرير صدر عنها الجمعة (22|6)، بعنوان "تضييق الخناق"، التحالف العربي بفرض قيودا مفرطة على دخول السلع الأساسية والمساعدات، في حين عرقلت السلطات الحوثية حركة المساعدات داخل البلاد.
ووفقا للتقرير فإن هذه العقبات -التي تفاقمت نتيجة للهجوم العسكري المميت بقيادة السعودية على الميناء الحيوي لمدينة الحديدة - إلى تفاقم الحالة الإنسانية، المتردية أصلاً في اليمن، وانتهاك القانون الدولي.
وذكرت منظمة العفو أن التحالف شدد منذ 2015، مراراً الحصار البحري على الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون في صليف والحديدة (غربا)، الأمر الذي حال دون حصول اليمنيين على الغذاء.
وأضافت أن القيود والتأخيرات المفروضة على وصول الوقود والإمدادات الطبية ساهمت في انهيار نظام الرعاية الصحية في البلاد.
وأكد التقرير أن أسلوب وتوقيت القيود المشددة -التي تأتي بعد إطلاق صواريخ الحوثي على العاصمة السعودية، الرياض – يشيران إلى أن ذلك يمكن أن يرقى إلى مستوى العقاب الجماعي بالسكان المدنيين في اليمن.
وشدد على أن القيود التي فرضها التحالف قد تشكل جريمة حرب.
بموازاة ذلك، أشارت "العفو الدولية " في تقريرها الى ما وصفتها "سلطات الأمر الواقع الحوثية، والتي قالت إنها خلقت أيضاً عوائق أمام إيصال المساعدات الإنسانية داخل اليمن، حيث يصف عمال الإغاثة لمنظمة العفو الدولية كيف تسببت الإجراءات البيروقراطية المفرطة في تأخيرات شديدة.
ونقلت المنظمة عن 11 فرداً من عمال الإغاثة الذين يشغلون مناصب رفيعة المستوى في منظمات غير حكومية تعمل في اليمن منذ بداية النزاع، قولهم إن هناك مجموعة من الممارسات، التي تنفذها بها باستمرار جماعة الحوثي، أعاقت إيصال المساعدات الإنسانية.
ووصفت الإجراءات الحوثية بأنها بيروقراطية مفرطة وتعسفية"، وصلت حد فرض قيود على حركة موظفي المساعدات الإنسانية. لافتة أن في إحدى المرات، استغرق الأمر شهرين لنقل الإمدادات إلى خارج صنعاء، عندما وصلت الإمدادات إلى البلد.
وكشف التقرير أن عمال الإغاثة تلقوا لمرات عدة، طلب رشاوي من مجموعات انسانية، من أجل إقرار مشاريع أو تسهيل تنقل الموظفين الإغاثيين.
وبحسب التقرير فإن الهجوم على الحديدة، سيؤدي لقطع خط الإمداد الحيوي، وهذا سيزيد من تفاقم أسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم.
وتشهد مدينة الحديدة، معارك دامية بين قوات يمنية مدعومة من التحالف، وتشرف عليها الإمارات، ومسلحي جماعة الحوثي، في ظل مخاوف من اتجاه المواجهات بين الطرفين الى "حرب شوارع"، حيث بدأ الحوثيون بحفر خنادق في عددا من الأحياء والشوارع جنوبي المدينة الساحلية لإيقاف تقدم الطرف الأول.