اعتبرت هيئة التفاوض للمعارضة السورية إعادة بعض الدول العربية لعلاقاتها مع النظام السوري رغم استمرار جرائمه بحق الشعب، تجاوزاً لآلام السوريين وإعانة للنظام على "طغيانه وظلمه".
وقالت في بيان لها، نشرته عبر حسابها في موقع "تويتر"، اليوم الأحد، إن الخطوات العربية رغم استمرار النظام بـ"الانتهاكات، والاعتقالات، والتعذيب، والإعدامات في السجون والأفرع الأمنية يومياً" ستجعل إعلام النظام يتفاخر بأن العالم سيعيد تأهليه رغم كل الجرائم التي ارتكبها ضد شعبه في السنوات الماضية.
وشددت المعارضة السورية على الدول العربية "عدم تجاوز آلام السوريين ومعاناتهم، وألا يبنوا سياستهم حيال النظام على آمال وتقديرات تتعارض مع الواقع، وتطيل من أمد معاناة السوريين، وتعينه على طغيانه وظلمه".
وأكدت أن النظام أفقد سوريا استقلالها وسيادتها، وحولها تدريجياً إلى ساحة للصراع الإقليمي والدولي، من خلال استقدامه للمليشيات الطائفية من إيران والعراق ولبنان.
وأوضحت أن الدول التي أغلقت سفاراتها في دمشق كانت "نتيجة إصرار استخدام النظام للعنف والاعتقال، والرصاص الحي ضد المتظاهرين، حيث كان العالم شاهداً خلال السنوات الماضية على تعنته ورفضه التعامل بإيجابية مع كل المبادرات العربية والدولية، وكذلك رفضه الدخول في مفاوضات سياسية ترعاها الشرعية الدولية من أجل الوصول لحل سياسي".
وبينت أنها ستواصل سعيها من أجل الوصول لحل سياسي في سوريا وفق المرجعيات الدولية، مطالبة بدعم الدول العربية في تحقيق ذلك.
وقالت الهيئة: "جدير أن نذكر العالم أن ثورة الشعب التي بدأت سلمية ضد الفساد والطغيان، قد واجهها النظام بالرصاص الحي والاعتقال والحصار والتجويع والحصار، وعمل حثيثاً على إذكاء الخطاب الطائفي وتحريض التطرف، وفعل ذلك من شعاره: الأسد أو نحرق البلد".
وأضافت: "العالم بأسره يرى كيف أن النفوذ الإيراني، على مرأى ومسمع من النظام، مدعوماً بالسلاح والتحشيد المذهبي، يفرض على الشعب السوري واقعاً جديداً من خلال التغيير الديموغرافي والاستيلاء على أملاك السوريين والإمساك بمفاصل الاقتصاد والتغلغل داخل المؤسسات الأمنية".
وبينت أن هناك 6 ملايين لاجئ سوري منتشرين في العالم، وهناك مئات الآلاف من الأطفال السوريين الذين يعيشون أقسى الظروف في مخيمات تفتقر لمقومات الحياة الكريمة، ويتطلعون لتعاطف أشقائهم حيال معاناتهم.
وأعادت الإمارات، الخميس الماضي، فتح سفارتها بدمشق، في حين قالت البحرين إن العمل مستمر بسفارتها هناك. كما زار رئيس الأمن الوطني السوري علي مملوك القاهرة، وقال ملك الأردن عبد الله الثاني، قبل أيام، إن علاقة بلاده مع سوريا ستكون كما كانت.
يأتي ذلك بعد أيام من زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى دمشق، هي الأولى لرئيس عربي منذ بدء الثورة، كما يستعد نظيره الصومالي للقيام بزيارة قريبة للعاصمة السورية.
في السياق، قالت وكالة الأنباء السورية التابعة للنظام إن الأسد تلقى رسالة من رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، نقلها مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض.
ودارت الرسالة حول تطوير العلاقات بين البلدين، وأهمية استمرار التنسيق بينهما على كل الصُّعُد، وركزت على محاربة الإرهاب والتعاون القائم بهذا الخصوص، لا سيما على الحدود بينهما.