احتدم النقاش بين شاب سعودي وصحافي من مجلة” كيو جي” في حانة في بيروت بشأن الاتهامات التي وُجهت لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان في الأيام الاولى لاختفاء الصحافي، جمال خاشقجي إذ حاول الشاب بيأس الدفاع لأنه كان بالفعل على قناعة بان بن سلمان هو الرجل الذي سيجلب الإصلاحات إلى البلاد وقيادة نوع جديد من الحياة وأن لا علاقة له بما حصل ولكن الصحافي تأمله بشفقة، وهو يقول:” أنت تعرف أنهم فعلوا ذلك، لقد كان يعلم “.
لماذا جاء هذا التأكيد قبل نشر تقييمات المخابرات المركزية الأمريكية التي استنتجت أن بن سلمان هو الذي أمر بقتل خاشقجي، هل يعود ذلك بسبب كراهية الغرب للسعودية بسبب الطبيعة المحافظة للبلاد وتمويل التطرف والسجل السيئ لحقوق الإنسان ومشهد قطع الرؤوس والقيود المفروضة على النساء، وفي الاونة الاخيرة الحرب في اليمن أم بسبب قصة ولي العهد نفسه؟
الملك سلمان لديه 12 أبناً, وابنة واحدة، وكان بعضهم يتمتع بالشهرة عندما جاء إلى العرش مثل ابنه سلطان، أول مسلم وأول عربي يصبح (رائد فضاء)، وكان عالما في ناسا، وطار في مكوك الفضاء ديسكفري في عام 1985، إضافة إلى شقيق آخر معروف برجل السباقات الكبيرة، وهو يملك اسطبلات في ولاية كنتاكي، وكان هناك محمد، وعلى النقيض من أشقائه الأكبر سنا، لم يذهب إلى المدرسة ولكنه اصبح رئيسا للامانة العامة ثم “سكرتير خاص” ثم رئيساً للاركان، ومع الوقت، توفي سلطان ونايف مما ترك محمد بن سلمان في موقع قوي لاحتلال مكانة ولاية العهد حسب التسلسل الهرمي الصارم، ومع شيخوخة الملك وتقدم العمر، بدأ بن سلمان في السيطرة على أجهزة الدولة واستقطاب الولاءات.
وفوجئ الجميع بتعيين بن سلمان وزيرا للدفاع بعد وفاة الملك السابق في عام 2015، وهو في التاسعة والعشرين من عمره، ولم يكن هذا التعيين بهذا السن نادرا في المملكة ولكن هذا الأمر حدث في عام 2015 وليس في الستينات، وكانت هناك توقعات بأن زمن الإقطاعيات قد انتهى ولكن تعيين بن سلمان كان رسالة للجميع.
ولم تعد هناك شكوك في أن بن سلمان سيحكم السعودية، ولم تكن هذه التوقعات بسبب قوله إنه سيكون هنا لمدة 50 سنة على الأقل ولكن بسبب سلوكه باتجاه السيطرة على الحكم، وخلال فترة قصيرة، يسمح للنساء بقيادة السيارات والوظائف والذهاب لمباريات كرة القدم والحفلات الموسيقية، واتضح أن رجال الدين في السعودية عبارة عن “نمور ورقية”، وصفق الغرب لهذه الإصلاحات على الرغم من ملاحظة صفات غير مريحة لولي العهد الجديد مثل الاندفاعية والتهور.
وعودة إلى الصحافي من مجلة ” كيو جي” الذي يحدثنا عن استلامه بيانا رائعا من الديوان الملكي – قبل حادثة الحانة- حول التغييرات السعودية التي كانت شبيه بخطة سياسية غربية وليست وعود حذرة كانت السعودية معتادة عليها، وبعد شهرين من هذا البيان الرائع، أعدمت السعودية 47 شخصا في يوم واحد، وكان من بينهم مجموعة من الأطفال ورجال الدين، لقد كان البيان يخلو من أي إصلاحات سياسية أو قضائية.
الخلاصة التي يمكن الخروج بها من الاضواء الكاشفة لرحلة ولي العهد السعودي، وفقا لتقرير المجلة، أن الرجل لن يستمر في الحكم 50 عاماً كما قال لأن الغرب لا يمكن أن يحتمل المزيد من أخطاء ابن سلمان، وهي كثيرة ومتوقعة.