اعتبرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن قمة مكة المرتقبة، اليوم الخميس، تزيد من احتمالات انفراج الأزمة الخليجية التي اندلعت قبل عامين، مستبعدة في الوقت ذاته أن يؤدي ذوبان الجليد في العلاقات بين الرياض والدوحة إلى تقارب كامل.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين قطريين قولهم إن هناك إمكانية لحدوث تقارب قطري سعودي، و"ذوبان جبل الجليد" الذي غلف العلاقات منذ فرض الحصار على قطر، خلال قمة مكة، حيث تسعى الولايات المتحدة لدفع الدول الخليجية إلى دفن خلافاتها في ظل التوترات التي تشهدها المنطقة.
ويُعتبر حضور قطر لقمة مكة أكبر تقارب بين البلدين، منذ أن فرضت عليها السعودية والبحرين والإمارات ومصر، حصاراً اقتصادياً وسياسياً شاملاً قبل عامين، بحجة دعم الدوحة لـ"الإرهاب" و"تقويض أمن منطقة الخليج"، وهو ما تنفيه قطر، مؤكدة أن الحصار محاولة للنيل من قرارها السيادي.
وذكرت الصحيفة أن قطر، وعلى عكس السعودية والبحرين والإمارات، حافظت حتى الآن على دعمها للاتفاق النووي الإيراني، وهي مصممة على اتباع سياسة خارجية مستقلة، كما أنها لا تدعم تحركات الرئيس الأمريكي؛ "دونالد ترامب" ضد إيران.
ولدى الدوحة مصلحة اقتصادية في ضمان أمن منشآت الغاز والنفط في المنطقة، كما أنها تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الخليج. ومن المرجح أن تحث قطر جميع الأطراف على توخي الحذر، فضلاً عن مناشدة طهران عدم رعاية الوكلاء لمهاجمة خطوط إمداد النفط السعودية.
وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً لـ"دفن الخلافات الخليجية" قبيل الإعلان المرتقب عن تفاصيل خطة "ترامب" لتسوية الصراع الإسرائيلي االفلسطيني والمعروفة بـ"صفقة القرن"، التي من المقرر مناقشتها خلال ورشة اقتصادية مثيرة للجدل، تستضيفها البحرين، برعاية أمريكية، في يونيو المقبل.
ولفتت إلى أن، مستشار "ترامب"، مهندس الصفقة، "جاريد كوشنر"، سيقوم بجولة في المنطقة للترويج لها، ومحاولة تأمين المشاركة السياسية في مؤتمر المنامة، كما أنه من المقرر أن ينضم "ترامب" للترويج لهذا المشروع، خلال زيارته لبريطانيا مطلع يونيو.