نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن مسؤولين في الاستخبارات والجيش الأميركيَّين، قولهم إنّ إيران استغلّت "الفوضى" المستمرّة في العراق، من أجل بناء ترسانة خفية من الصواريخ البالستية قصيرة المدى، كجزء من جهد متزايد لمحاولة تهديد المنطقة وفرض قوتها.
يأتي هذا، في وقت كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أن واشنطن تدرس إرسال 14 ألف جندي إضافي للمنطقة، لمواجهة تهديدات إيران، الأمر الذي نفاه البنتاغون.
وقالت "نيويورك تايمز" إنّ المعلومات الاستخبارية الجديدة بشأن تخزين إيران صواريخ في العراق، "هي آخر مؤشر على أنّ جهود إدارة ترامب لردع طهران، بزيادة الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط، قد فشلت إلى حدّ كبير".
ورأى مسؤولو الاستخبارات، وفق الصحيفة، أنّ هذه الصواريخ تشكّل تهديداً لحلفاء الولايات المتحدة وشركائها في المنطقة، بمن فيهم إسرائيل والسعودية، وقد تعرّض القوات الأميركية للخطر.
وقال مسؤولون عسكريون واستخباريون إنّ طهران تخوض "حرب ظلّ"، حيث تستهدف دولاً في المنطقة، وتموّه مصدر هذه الهجمات لتقليل فرص إثارة ردّ فعل أو تصعيد القتال.
وتابعت الصحيفة الأميركية، أنّ ترسانة من الصواريخ خارج حدود إيران، تعطي مزايا عسكرية وشبه عسكرية للحكومة الإيرانية في أي مواجهة مع الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميّين، فإذا قصفت الولايات المتحدة أو إسرائيل، إيران، يمكن لجيشها أن يستخدم الصواريخ المخبأة في العراق للردّ على إسرائيل أو أي دولة خليجيّة، معتبرة أنّ مجرد وجود هذه الأسلحة يمكن أن يساعد في ردع هذه الهجمات.
وفي حين قالت الصحيفة إنّ مسؤولي الاستخبارات لن يناقشوا تفاصيل نموذج الصواريخ البالستية الذي أدخلته إيران إلى العراق، لفتت إلى أنّ هذه الصواريخ يصل مداها إلى ما يزيد عن 600 ميل، ما يعني أنّها يمكن أن تصل إلى إسرائيل، بحسب الصحيفة.
ونبّه المسؤولون الأميركيون بشأن الصواريخ الإيرانية الجديدة في العراق، العام الماضي، وقد شنّت إسرائيل غارة جويّة هدفت لتدمير الأسلحة الإيرانية، لكن منذ ذلك الوقت، قال مسؤولون أميركيون إنّ التهديد يكبر، مع نقل صواريخ بالستية جديدة إلى العراق بشكل سريّ.
وأفاد المسؤولون الأميركيون بأنّ "إيران تستعين بالمليشيات الشيعية، التي تسلّحها وتسيطر عليها منذ فترة طويلة، من أجل نقل وإخفاء الصواريخ"، مشيرين إلى أنّ "هذه المليشيات سيطرت على عدد من الطرقات والجسور والبنية التحتية للنقل في العراق، ما سهّل قدرة طهران على إدخال الصواريخ إلى البلاد".