كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن السعودية تتفاوض سرا مع إيران لإصلاح العلاقات، خوفا مما قد تجلبه نزاعات إقليمية محتملة من مخاطر على اقتصادها.
ونقلت الصحيفة الأمريكية، عن مسؤول سعودي (لم تسمه) قوله إن هجوم 14 سبتمبر الماضي على منشأتين لشركة النفط السعودية العملاقة أرامكو "غيّر قواعد اللعبة".
وأشار إلى أن المملكة "اضطرت" للتواصل مع إيران استعدادا لاكتتاب "أرامكو"، خوفا من أن يؤدي أي نزاع محتمل لقويض صادراتها النفطية، وامتناع المستثمرين الأجانب عن التعاون مع الرياض.
وقال مسؤول سعودي آخر للصحيفة، إن المملكة "لا تثق بالإيرانيين، لكنها تأمل في إمكانية التوصل إلى اتفاق سيمنع هجمات في المستقبل على الأقل".
فيما أكد مسؤولون سعوديون وأوروبيون وأمريكيون أن ممثلين عن المملكة وإيران يتبادلون في الأشهر الأخيرة رسائل ويجرون اتصالات عبر وسطاء في سلطنة عُمان والكويت وباكستان، مع التركيز على تخفيف التوتر بين الرياض وطهران.
وصرح سفير إيران لدى فرنسا "بهرام قاسمي"، ومسؤولون آخرون، حسب الصحيفة، بأن طهران عرضت على الرياض خطة سلام تضم تعهدات متبادلة بالتعاون وعدم الاعتداء بغية تأمين صادرات النفط، على خلفية سلسلة حوادث استهدفت ناقلات نفط في خليج عُمان منذ مايو الماضي.
وفي سياق متصل، نقلت الصحيفة عن مسؤول غربي تأكيده وجود "خط اتصال ساخن" بين السعودية وجماعة "الحوثي" اليمنية المدعومة إيرانيا، مشيرا إلى أن المفاوضات بين الطرفين انطلقت في سبتمبر الماضي بمبادرة من الجماعة.
وقال مسؤولون عرب وأمريكيون، إن السعودية والإمارات تحاولان إقناع الحوثيين والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا لإبرام اتفاق خاص بتقاسم السلطة.
لكن "وول ستريت جورنال" أشارت إلى أن لاعبين آخرين في المنطقة، بينهم الإمارات، ينظرون بتشاؤم إلى الاتصالات بين الرياض وطهران، فيما حذر مسؤولون أميركيون علانية من أن طهران ربما تخطط لشن هجوم جديد في المنطقة.
يأتي ذلك بالتزامن مع مساعي السعودية لإنهاء الخلاف مع قطر، على خلفية بروز تساؤلات لدى المسؤولين السعوديين بشأن ماهية الدعم الذي تتلقاه المملكة من الولايات المتحدة وحلفائها الآخرين، بحسب الصحيفة الأمريكية.
وتعرضت منشأة خريص النفطية الواقعة في شرق السعودية لـ 4 ضربات في 14 سبتمبر الماضي، واندلعت فيها حرائق استمرت 5 ساعات، فيما تعرض مصنع لتكرير الخام في بقيق (يعد الأضخم في العالم) لهجوم استخدمت فيه ما لا يقل عن 18 طائرة مسيّرة و7 صواريخ كروز؛ في هجمات أدت إلى انخفاض إنتاج السعودية من النفط الخام آنذاك إلى النصف.
وتبنى الحوثيون مسؤولية الهجمات، لكن الولايات المتحدة رفضت ذلك واعتبرت الهجمات "عملا حربيا" شنته إيران، وهو ما دعمته الرياض أيضا.