أصدرت دار الإفتاء الليبية بيانا جديدا حول تجنيد أبوظبي مرتزقة من السودان وتشاد للقتال في صفوف الجنرال المتقاعد خليفة حفتر الذي يشن هجوما على العاصمة طرابلس منذ أكثر من عام.
وجاء في البيان أن الشعب الليبي يتعرض إلى أقسى أنواع العدوان والوحشية من "قبل مجرمين انقلابيين هدفهم الوصول إلى السلطة على جماجم أبناء الإسلام وتدمير مقدرات البلد".
وأضاف "الانقلابيون حاصروا العاصمة على مدى أكثر من عام ويقومون بأعمال يندى لها جبين كلِّ من له مروءة، من قتل وتمثيل بالجثث، وتنكيل بالأسرى، وقصف عشوائي بالصواريخ والمدفعية على الأحياء السكنية المكتظة والمستشفيات والمرافق المدنية".
وقال البيان إن هذا العدوان نتج عنه قتل الآلاف، وتشريد مئات الآلاف من السكان وتدمير بيوتهم، إلى جانب التضييق على الملايين من السكان بقطع المياه عنهم وتخريب محطات الكهرباء وإغلاق المواني النفطية "ومع هذا العدوان لا زال أهل الحق صامدين في دفاعهم عن دينهم وأرضهم".
وذكر أيضا أن حفتر والدول الداعمة عندما يئسوا من دخول العاصمة وتكبدوا خسائر الكبيرة في الأرواح والعتاد، لجؤوا مؤخرا إلى جلب مرتزقة من دول شقيقة تربطها بليبيا علاقات أخوة وجوار كالسودان وتشاد "ليقوموا بقتل الليبيين مقابل حفنة من الدنانير".
وشدد البيان على أن كل من له نخوة ومروءة لا يمكن أن يترك هؤلاء الشباب "يستغلهم أصحاب النفوذ ويبيعونهم إلى الإمارات كما يُباع العبيد في سوق النخاسة، ويُستغل فقرهم وضعفهم وحاجتهم إلى العمل فيُدفعون إلى الموت في سبيل تحقيق نزوات الانقلابيين".
وناشد مجلس البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء الليبية علماء السودان ومن يعنيهم الأمر بأن "يكون لهم موقف من هذا العدوان السافر، ووقف نزيف الدم، والمتاجرة الرخيصة بشبابهم، وتجنيدهم من قبل الإمارات كمرتزقة، يُشترون بالمال، ليلاقوا حتفهم في الصحراء ضمن عصابات الحرابة التي يقودها مجرم الحرب حفتر".
وجاء في البيان "تواترت الأخبار بالإفصاح عن أسماء المتورطين من المسؤولين في حكومة السودان بجلب المرتزقة خدمة للإمارات، مما سيكون له مآلات خطيرة على البلدين في المستقبل، وسيذهب هؤلاء المتاجرون بالدماء، وتبقى الحزازات والشقاق بين الشعبين بسبب أعمالهم".
وختم بيان دار الإفتاء الليبية بمناشدة علماء السودان وعقلائه أن "يكون لهم موقف نذكرهم به، وهم له أهل، وليس غريبا عن نخوتهم ورحمهم، مساهمة منهم في حقن دماء إخوانهم المسلمين".