قال محامو ولي العهد السعودي السابق، محمد بن نايف آل سعود (60 عاماً)، إنهم قلقون بشكل كبير على سلامته؛ بعد عدم السماح لطبيبه بزيارته، في حين أن مكانه ما يزال مجهولاً منذ 5 أشهر.
ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عن محامي بن نايف -لكنهم اشترطوا عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسية القضية- أن عائلة ولي العهد السابق لم تتمكن من زيارته منذ أن اعتقل هو وشقيقه الأمير نواف، وعمه الأمير أحمد بن عبد العزيز، في مارس الماضي".
وأشارت مصادر مقربة من الديوان الملكي إلى أن "اعتقال الأمراء الثلاثة كان علامة أخرى على سعي محمد بن سلمان لتوطيد سلطته من خلال إرسال رسالة إلى أعضاء آخرين في العائلة المالكة بأنه لن يتسامح مع أي معارضة ضده".
وقال محامو بن نايف إنهم لا يعرفون مكان احتجازه، وكل مكالمات عائلته الهاتفية معه محدودة للغاية، ولا أحد يستطيع رؤيته، كما لم يوجه أي اتهام رسمي له".
ووفق الصحيفة تزايدت مخاوف المحامين بشأن سلامة الأمير محمد بن نايف بعد أن اتهم سعد الجابري، وهو أحد مساعديه المقربين السابقين، علناً ولي العهد الأمير محمد بن سلمان باستهدافه هو وعائلته.
رفع الجابري، مطلع الشهر الجاري، دعوى قضائية في الولايات المتحدة يتهم فيها ولي العهد بإرسال فريق اغتيال لاغتياله في كندا قبل عامين، كما اتهمت عائلة الجابري الأمير محمد باعتقال اثنين من أبنائه -سارة (20 عاماً) وعمر (22 عاماً)- في مارس الماضي؛ للضغط على الجابري للعودة إلى المملكة.
قال محامو بن نايف: إنه "بعد وقت قصير من إعلان عائلة الجابري مخاوفهم بشأن اعتقال (سارة وعمر)، طلب الأمير محمد بن نايف من الجابري إرسال كشوف حساباته المصرفية إليه"، وأشاروا إلى أنهم يخشون أن الطلب قد يكون "قد تم تحت الإكراه".
قال شخص مقرب من الديوان الملكي السعودي لـ"فايننشال تايمز" إن السلطات السعودية تعتقد أن الجابري مساعد بن نايف اختلس نحو 4 إلى 6 مليارات دولار ونقلها خارج المملكة، لكن لا توجد مزاعم فساد مماثلة ضد الأمير محمد بن نايف عندما كان وزيراً للداخلية.
يضيف محامو ولي العهد السعودي السابق: إن "ظروف اعتقاله تشير إلى أنه لا ينبغي أخذ أي شيء يصدر عنه على محمل الجد؛ لكونها قد تصدر رغماً عنه"، كما عبروا عن مخاوفهم من "احتمال اعتقال زوجة الأمير محمد بن نايف وابنتيه، اللتين مُنعتا من مغادرة المملكة لأكثر من عام؛ للضغط على ولي العهد السابق".
ينظر للأمير محمد بن نايف والأمير أحمد بن عبد العزيز على أنهما من المنافسين المحتملين لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الزعيم الفعلي للمملكة العربية السعودية، على خلافة والده الملك سلمان بن عبد العزيز.
وعزل الأمير محمد بن نايف من ولاية العهد في يونيو 2017، ويُعتقد أنه احتجز لفترة وجيزة رهن الإقامة الجبرية عقب عزله وتجريده من جميع سلطاته.
وعقب توليه ولاية العهد تبنى بن سلمان سياسة للإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية لتقليل اعتماد المملكة على النفط ولخلق انفتاح اجتماعي على العالم، لكن سعيه لتحديث المملكة المحافظة رافقه موجات من الحملات القمعية التي استهدفت أفراد العائلة المالكة ورجال الأعمال والأكاديميين والدعاة والنشطاء والمدونين والصحفيين.