استقبل رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون اليوم رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، في زيارة مفاجئة لم يتم الإعلان عنها سلفا، وجاءت بعد عودة الحريري من العاصمة الفرنسية باريس.
وقال الحريري بعد لقائه مع عون "تشاورتُ مع رئيس الجمهورية وسأكمل التشاور، ولا تقدّم في تشكيل الحكومة، ولكن شرحت له الفرصة الذهبية التي نحن فيها وكل فريق يتحمل مسؤولية مواقفه منذ اليوم".
وأشار إلى أنه لمس خلال زيارته لفرنسا حماسا لتشكيل الحكومة، مؤكدا أن موقفه في هذا الصدد "ثابت وواضح"، وهو حكومة من 18 وزيرا، جميعهم من الاختصاصين غير الحزبيين، وألا يكون فيها ما وصفه بالثلث المعطل لأي فريق سياسي، وهذا "ما لن يتغير لدي".
وتناول الحريري العشاء هذا الأسبوع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي فشلت جهوده حتى الآن في دفع الزعماء اللبنانيين للتعاون لمعالجة الأزمة المالية غير المسبوقة التي يشهدها لبنان.
بدورها، أفادت الرئاسة اللبنانية -في بيان نشرته عبر حسابها على موقع تويتر- بأن الرئيس عون استقبل رئيس الوزراء المكلف بطلب منه، وتشاور معه حول موضوع تشكيل الحكومة بعد جولات الأخير خارج البلاد.
وذكرت أن الرئيس المكلف لم يأت بأي جديد على الصعيد الحكومي، من دون مزيد من التفاصيل.
ومؤخرا، نُشرت تقارير إعلامية لبنانية تطالب عون بتقديم تنازلات لتشكيل الحكومة المتعثرة منذ استقالة حكومة حسان دياب بعد 6 أيام من انفجار كارثي في مرفأ بيروت، في الرابع من أغسطس الماضي.
وفي 22 أكتوبر الماضي، كلف الرئيس اللبناني رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري بتشكيل حكومة، عقب اعتذار سلفه مصطفى أديب لتعثر مهمته في تأليف حكومة تخلف حكومة دياب.
وبعد شهرين على ذلك، أعلن الحريري أنه قدم إلى عون تشكيلة حكومية تضم 18 وزيرا من الاختصاصيين غير الحزبيين، لكن الأخير أعلن اعتراضه على ما سماه آنذاك "تفرد" الحريري بتسمية الوزراء، خاصة المسيحيين، من دون الاتفاق مع الرئاسة.
ومنذ أكثر من عام، يعاني لبنان من أسوأ أزمة اقتصادية منذ نهاية الحرب الأهلية (1975-1990)، واستقطاب سياسي حاد، في مشهد تتصارع فيه أيضا مصالح دول إقليمية وغربية.