حذَّر أطباء من الجلوس ساعات طويلة أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية دون اتباع إجراءات وتدابير وقائية، مؤكدين أن العمل والتعليم عن بعد رفعا أعداد المراجعين لعيادات العيون بنسبة راوحت ما بين 40% و50% في الإمارات؛ بسبب اضطرارهم للجلوس أوقاتاً طويلة أمام هذه الأجهزة لإنجاز مهامهم من المنزل.
وأكدوا ضرورة اتباع إجراءات وتدابير وقائية للحفاظ على سلامة العين للبالغين والأطفال، خلال فترتي التعليم والعمل عن بعد، لحماية العين من أضرار ومشكلات صحية، قبل أن تتطور وتصبح مزمنة، بحسب صحيفة "الإمارات اليوم".
وقال استشاري طب وجراحة العيون في مستشفى دبي، الدكتور هاني سكلا: إن "نحو 40% من مراجعي عيادات العيون يومياً يعانون مشكلات سببها التعليم والعمل (عن بعد)، الأمر الذي يتطلب التزام هذه الفئات بالتدابير الوقائية التي تحميهم من مخاطر الشاشات الإلكترونية".
وبيّن أنه بالنسبة لجميع الأعمار يتسبب الجلوس أوقاتاً طويلة أمام الأجهزة الإلكترونية مشكلات كثيرة بالعيون، خصوصاً خلال التعليم والعمل عن بعد، حيث تستدعي عملية التركيز والقراءة تقليل عدد مرات الرمش بالعين، ومن ثم تقل عملية توزيع الدموع على سطح العين بنسبة 50%".
وأردف أن ذلك "ينتج عنه جفاف في العين، يؤدي بدوره إلى حدوث التهاب مزمن في سطح العين، واضطراب في عمل وظائف الغدد الدمعية والزيتية المسؤولة عن ترطيب سطح العين؛ ما يؤدي إلى نقص في إفرازات الغدد الزيتية، وزيادة الجفاف، والدخول في حلقة مفرغة من المشكلات الصحية".
ولفت إلى أن الحلول تتمثل في ضرورة حرص كل شخص على إعطاء عينه راحة كل 20 دقيقة، وفق نظرية علمية معروفة باسم "نظرية 20-20-20"، وتعني أن يقوم هؤلاء الأشخاص كل 20 دقيقة بالنظر إلى مسافة 20 قدماً لمدة 20 ثانية، مع الحرص على إغماض العين بشكل متكرر، ويمكن استخدام أنواع من القطرات المرطبة لسطح العين، وفي حال عدم فاعلية هذه الحلول، فيجب الذهاب إلى الطبيب المختص لإجراء الفحوص والتدخلات اللازمة، وكتابة الوصفة الطبية الخاصة.
وتابع: "من ضمن الأعراض التي قد تكون مرتبطة بالعمل والدراسة عن بعد، احمرار العين، والحكة، والدموع، وعدم وضوح الرؤية، إضافة إلى الصداع".
وقال استشاري أمراض العيون للأطفال، الدكتور عمر فاخوري: إن "مشكلات التعليم والعمل (عن بعد) لا تقف عند حد جفاف العين فقط، وإنما قد تذهب إلى مشكلات في الرقبة والظهر، بسبب وضعية الجلوس، إضافة إلى آلام في الرأس بين العينين، حيث تستنزف الشاشات جهداً كبيراً من التركيز في القراءة خلال فترة التعليم (عن بعد)".
ولفت إلى أن عدد مراجعي عيادات العيون ارتفع بنسبة تصل إلى نحو 50%، بسبب التعليم والعمل عن بعد.