كشف موقع "فردا" المقرب من الحرس الثوري الإيراني، عن حقيقة مفادها أن دولة قطر تمكنت خلال فترة وجيزة، من التحول إلى دولة واسعة النفوذ، تعمل وتخطط وتنفذ، بعدما كانت دولة محدودة القوة والنفوذ.
وأشار الموقع إلى أن هذه الدولة الصغيرة أصبحت اليوم تتفوق على الجارة الكبرى، المملكة العربية السعودية، وتقوم بأخذ الدور السعودي القديم في المنطقة العربية والإقليم.
وبحسب تقرير الموقع، فإن قطر اليوم حاضرة في كل القضايا الساخنة بالمنطقة، وأينما نشاهد الملفات الحساسة والقضايا الإقليمية الهامة فإننا نجد قطر موجودة هناك وبقوة.
ويرى "فردا" أن هذا الحضور القطري في القضايا الإقليمية المطروحة الآن، ما هو إلا بفضل الذكاء السياسي لرجالات هذه الدولة الذين أرادوا أن تبقى قطر حاضرة في أذهان الشعوب في المنطقة.
وتطرق التقرير إلى سياسية قطر في منطقة الشرق الأوسط وعلاقة قطر بالتيارات السلفية في سورية والمنطقة، واتهم قطر بأنها تمول السفليين في سوريا والمنطقة.
وطرح "فردا" أسئله - عدّها غاية في الأهمية- عن قطر، وقال: "لماذا تمثل قطر الدولة الوحيدة والمفضلة لدى المقاتلين الإسلاميين والجيش الحرّ في المفاوضات التي جرت لإطلاق الرهائن المحتجزين في سوريا؟ ولماذا تنجح قطر دائما في كل المفاوضات التي تجريها لإطلاق الرهائن في سوريا؟".
وأوضح أن كل المفاوضات التي جرت لإطلاق الرهائن في سوريا كانت البصمة القطرية وسياسة دولة قطر حاضرة فيها هناك.
ويتساءل الموقع ثانية: "لماذا تصبح اليوم دولة صغيرة كقطر ركنا أساسيا في القضايا السياسية والملفات التي تختص بالإرهاب في منطقة الشرق الأوسط؟".
لفت إلى أن هذا الدور القطري الكبير ظهر جلياَ بعد عمليات 11 أيلول/ سبتمبر الشهيرة عام 2011 في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال إن الولايات المتحدة الأمريكية متناقضة في سياستها الخارجية لمحاربة الإرهاب في المنطقة، لأنها تدين التيارات والمجاميع والتنظيمات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط من ناحية، لكنها تعتبر أكبر حليف ومدافع عن قطر - هذه الدولة الصغيرة- في منطقة الخليج العربي.
وأضاف تقرير "فردا"، أن وجود القواعد العسكرية الأمريكية في قطر يعتبر عاملاً أسياسيا في تساهل الولايات المتحدة مع سياسات قطر الداعمة للجماعات الإسلامية في المنطقة.
وأشار إلى أن قطر رفضت مطالبات عديدة من قبل الأمريكان بابتعادها عن التيارات الإسلامية في المنطقة. وعللت قطر رفضها بأن الاستراتيجية القطرية ومصلحة قطر تقتضي بأن تبقى قطر على علاقة وتواصل مع هذه التيارات الإسلامية في المنطقة، بحسب التقرير.
واعتبر أن هناك صراعا مستمرا بين السعودية وقطر على مناطق نفوذ قطر في دول الربيع العربي بعد سقوط الأنظمة في هذه الدول، وتحاول السعودية أن تستعيد هذه الأماكن من قطر، لكنّ أمراء الدوحة لن يتنازلوا بأي شكل من الأشكال عن دورهم ونفوذهم في ظل التطورات الإقليمية الحساسة في منطقة الشرق الأوسط.
وقال الموقع الإيراني إن قناة "الجزيرة" التي شبهها بوزارة الحرب القطرية، تعتبر من أهم الأدوات الاستراتيجية لسياسة قطر في المنطقة.
وتساءل "فردا": "لماذا لم يُعتقل صحفيو الجزيرة في سوريا من قبل داعش كما حدث ذلك للصحفيين الأمريكيين والبريطانيين هناك وتم قتلهم من قبل تنظيم داعش، على الرغم من أن بعض صحفيي الجزيرة مسيحيون؟".
ويخلص التقرير إلى أنه رغم الدعم السخي الذي تقدمه تركيا للتيارات الإسلامية ومعارضي بشار الأسد في سوريا، غير أننا نجد أن قطر تبقى هي الأكثر قربا وتأثيرا إلى هذه التيارات والمجاميع الإسلامية في سوريا، ولم تستطع تركيا أن تصل إلى هذه المكانة وهذا النفوذ اللذين وصلت إليهما اليوم قطر في سوريا. ويرى أن تركيا ستظل دائما بحاجة إلى قطر ونفوذ قطر في صفوف المعارضة السورية، من أجل المفاوضات التي تجرى في تركيا مع المعارضة السورية، وفقا لموقع فردا.