كرمت مجموعة "إنرجي إنتلجينس" للطاقة الدكتور سلطان الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بجائزة "شخصية العام التنفيذية في قطاع الطاقة لعام 2021"، وهو التكريم الذي حظي باحتفاء واسع من المسؤولين في الإمارات.
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أول المهنئين لـ"الجابر"، واعتبر "المثابرة ومضاعفة الجهود والشراكات الإستراتيجية ممكّنات أساسية لتحقيق النتائج وتعزيز دور الإمارات في قطاع الطاقة".
واعتبر المركز الإعلامي لأبوظبي على تويتر أن الجائزة "تعد أهم جائزة في قطاع الطاقة".
لكن ماذا تعرف عن هذه الجائزة؟!
يفترض أن تُقدم الجوائز الاعتبارية من السلطات الرسمية أو عبر منظمات دولية محايدة غير الأغراض الربحية، لكن "إنيرجي إنتلجينس" هي مجموعة "تجارية" وتقدم الاستشارات بشؤون الطاقة، وتعود ملكيتها لرجل الأعمال السوري المقرب من أبوظبي ودمشق رجا صيداوي. ويرتبط "صيداوي" بعلاقة وثيقة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد. واتهمت تقارير صيداوي بتقديم الكثير من الدعم الإعلامي والمالي والإعلامي لنظام الأسد إبان اندلاع ثورة 2011.
رجل الأعمال السوري: رجا صيداوي
تُقدم الشركات الاستشارية والتجارية مثل "إنيرجي إنتلجينس" مثل هذه الجوائز كجزء من خطط العلاقات العامة والتسويق، للحصول على امتيازات صناعية وتجارية وعقود لتقديم الاستشارات مع الدول.
يرتبط "سلطان الجابر" بعلاقة مقربة للغاية من الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي (الحاكم الفعلي في الإمارات)، وتولى إدارة برنامج المشاريع التنموية الإماراتية في مصر عقب أحداث 2013م وسيطرة المجلس العسكري على السلطة.
وفي هذا السياق تُفهم الجائزة على أنها جزء من حملة علاقات عامة بين أدوات النظام السوري والإمارات، مُستمرة منذ إعادة فتح سفارة أبوظبي في دمشق نهاية 2018، حيث شهدت علاقات الإمارات مع النظام السوري تقارباً تجارياً ودبلوماسياً كبيراً بعد سنوات من مزاعم أبوظبي وقوفها ضد نظام الرئيس الأسد.
والأحد الماضي وعد وزير الاقتصاد عبد الله طوق المرّي بإيصال التجربة الإماراتية "الناجحة في قطاعات اقتصادية متنوعة، وخاصة في مجال المشاريع الصغيرة والمتوسطة" إلى سوريا.
وأجرى المري على هامش أعمال معرض إكسبو 2020 دبي، مباحثات مع وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري محمد سامر الخليل ناقشا خلالها إعادة تشكيل وتفعيل مجلس رجال الأعمال السوري الإماراتي بهدف تشجيع التبادل التجاري والاستثمار والتعاون على الصعيد الاقتصادي بين البلدين.
وكانت الإمارات قد قطعت العلاقات مع نظام الأسد في فبراير 2012، مع تصاعد قمع الاحتجاجات المطالبة بتغيير النظام.
يشار إلى أن صيداوي نجح أيضاً في إيصال الوزير اللبناني الأسبق ميشال سماحة إلى النظام السوري حتى غدا أحد أبرز المقربين من بشار الأسد. وفي أبريل 2016 أدين سماحة بالتخطيط لتنفيذ عمليات "إرهابية"، و قضت محكمة عسكرية في لبنان بسجنه 13 عاما مع الأشغال الشاقة.
واعتقلت السلطات اللبنانية سماحة في عام 2012، ووجهت إليه اتهامات بنقل متفجرات والتحضير لعمليات إرهابية بمساعدة النظام الأمني السوري، والانتماء إلى مجموعة مسلحة.