تبدأ المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اليوم الأحد آخر زيارة رسمية تقوم بها لدولة الاحتلال الإسرائيلي في إطار جولة وداع قبل انسحابها من الحياة السياسية بعد عهد استمر 16 عاما قامت خلاله بتوطيد العلاقات مع الدولة العبرية.
وكانت الزيارة مقررة أساسا في أغسطس لكنها أرجئت في خضم انسحاب القوات الأميركية والدولية وبينها القوات الألمانية من أفغانستان بعد سيطرة حركة طالبان على البلد، وفق فرانس برس.
وبعد وصولها مساء السبت قادمة من روما، تتوجه ميركل خلال زيارتها الثامنة والأخيرة لإسرائيل بصفتها مستشارة، إلى نصب "ياد فاشيم" التذكاري لمحرقة اليهود وتجري محادثات مع رئيس الوزراء نفتالي بينيت.
وقال بينيت إنه سيبحث مع ميركل في "التهديدات والتحديات في المنطقة خصوصا الملف النووي الإيراني وأهمية الحفاظ على دولة إسرائيل... ومسائل ثنائية".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي حذر أخيرا من أن برنامج إيران النووي "تجاوز كلّ الخطوط الحمراء"، مؤكّداً أنّ إسرائيل "لن تسمح" لطهران بحيازة السلاح الذري.
ولمحاولة تبرير موقفها من محرقة اليهود التي ارتكبتها بلادها؛ جعلت ميركل خلال عهدها من حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بمواجهة أعدائها إحدى أولويات السياسة الخارجية الألمانية.
وشارك الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير في يناير 2020 في إحياء الذكرى الـ75 لتحرير معسكر أوشفيتز النازي، محذرا في تلك المناسبة من عودة "الهواجس القديمة لمعاداة السامية".
وذكر شتاينماير "ذنب" ألمانيا، في كلمة ألقاها بالعبرية والإنكليزية وليس بالألمانية مراعاة للناجين من المحرقة المشاركين في المراسم.
ومن غير المقرر أن تزور ميركل رام الله حيث مقر السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس في الضفة الغربية المحتلة، ولو أن ألمانيا تؤيد "حل الدولتين".
ويعيش أكثر من 675 ألف مستوطن في القدس الشرقية والضفة الغربية اللتين احتلتهما إسرائيل منذ العام 1967، في حين يعتبر الاستيطان غير قانوني بموجب القانون الدولي.
ورغم معارضتها الصريحة للاستيطان، تواجه ميركل انتقادات من ناشطين من أجل حقوق الإنسان يتهمونها بعدم اعتماد موقف حازم في هذا الصدد.
وقال عمر شاكر خبير النزاع الإسرائيلي الفلسطيني في منظمة هيومن رايتس ووتش إنه "يتحتم على الحكومة الألمانية الجديدة أن تضع حقوق الإنسان في صلب سياستها المتعلقة بإسرائيل وفلسطين".
وإن كانت ميركل لن تزور رام الله، فهي في المقابل لن تلتقي زعيم المعارضة في إسرائيل بنيامين نتانياهو الذي كان في السلطة خلال القسم الأكبر من عهدها.
وتستعد ميركل للانسحاب من الحياة السياسية فيما يسعى الاشتراكيون الديموقراطيون لتشكيل ائتلاف غير مسبوق في ألمانيا مع الخضر والليبراليين، بدون مشاركة المحافظين بزعامة المستشارة.