أعلنت شبكة التواصل الاجتماعي الأوسع انتشاراً في العالم «فيسبوك» أنها ستغلق نظام التعرف على الوجوه المثير للجدل وحذف بصمات الوجه لأكثر من مليار شخص، مشيرة إلى المخاوف التي تثيرها التكنولوجيا على المجتمع.

ونتيجة لهذا التغيير الجديد فلن يتعرف الجهاز تلقائياً على وجوه الأشخاص في الصور أو مقاطع الفيديو، وهي خطوة سيكون لها آثار هائلة على الشبكة.

وقال تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت عليه «القدس العربي» إن المستخدمين لن يتمكنوا أيضاً من التعرف على الوجوه لاقتراح علامة لشخص في صورة أو مقطع فيديو، وسيظل لدى الأشخاص خيار وضع علامة على المشاركات يدوياً.

ويُشكل هذا الاعلان المفاجئ ثاني خطوة من جانب الشركة لإعادة تأهيل نفسها، بحسب ما تقول «دايلي ميل» وذلك في أعقاب سلسلة من فضائح الخصوصية التي أثارت جدلاً حول العالم.

واختار أكثر من ثلث مستخدمي «فيسبوك» النشطين يومياً، أي ما يقرب من 640 مليون شخص، في الإعدادات تفعيل خاصية التعرف على الوجوه، ما يعني أن كل هذا العدد الهائل من البشر سوف يتأثرون بإلغاء هذه الخاصية.

وأشارت الشركة إلى المخاوف التي يشعر بها التعرف على الوجه على المجتمع في اتخاذ هذه الخطوة.

وقال جيروم بيسنتي، نائب رئيس الذكاء الاصطناعي للشركة الأم الجديدة «ميتا» إن «هذا التغيير سيمثل أحد أكبر التحولات في استخدام التعرف على الوجه في تاريخ التكنولوجيا».

وليس من الواضح بالضبط مقدار الأموال التي أنفقتها شركة «فيسبوك» على تقنية التعرف على الوجه، لكن الشركة اشترت موقع «Face.com» مقابل أقل من 100 مليون دولار في عام 2012.

وفي عام 2016 استحوذت «فيسبوك» على شركة تُعرف باسم «FacioMetrics» وهي متخصصة في خوارزميات التعلم الآلي للسماح للهواتف بتحليل الوجوه مقابل مبلغ لم يكشف عنه.

وفي وقت سابق من هذا العام، قامت الشركة بتسوية دعوى قضائية بشأن استخدام تقنية التعرف على الوجه الخاصة بها مقابل 650 مليون دولار بعد أن زعم ​​المستخدمون أنها قامت بإنشاء وتخزين عمليات مسح للوجه بدون إذنهم.

وأضاف بيسنتي: «هناك العديد من المخاوف بشأن مكانة تقنية التعرف على الوجه في المجتمع، ولا يزال المنظمون في طور تقديم مجموعة واضحة من القواعد التي تحكم استخدامها».

وتابع: «وسط حالة عدم اليقين المستمرة هذه، نعتقد أن قصر استخدام التعرف على الوجه في مجموعة ضيقة من حالات الاستخدام أمر مناسب».

ومع ذلك، قالت شركة «ميتا» وهو الإسم الجديد لـ"فيسبوك" إن التعرف على الوجه يمكن أن يكون «ذا قيمة خاصة» عندما تعمل التكنولوجيا بشكل خاص على أجهزة الشخص نفسه، على غرار ما تفعله «أبل» بتقنية «FaceID» الخاصة بها.

وأضافت: «نعتقد أن هذا لديه القدرة على تمكين حالات الاستخدام الإيجابي في المستقبل التي تحافظ على الخصوصية والتحكم والشفافية، وهو نهج سنستمر في استكشافه بينما ندرس كيف يمكن لمنصات وأجهزة الحوسبة المستقبلية لدينا أن تخدم احتياجات الناس على أفضل وجه».

وفي فبراير الماضي تداولت وسائل الإعلام أنباء تفيد بأن الشركة تفكر في استخدام التعرف على الوجه في نظاراتها الذكية المقرر إصدارها في عام 2022 لكن الموظفين لديهم مخاوف بشأن هذه التكنولوجيا المثيرة للجدل.

ويأتي إعلان شبكة «فيسبوك» عن تعطيل تقنية التعرف على الوجوه بعد أيام قليلة فقط من إعادة تسمية الشركة الأم لنفسها باسم «Meta» في محاولة لإبعاد نفسها عن الانتقادات التي اجتذبها هذا اللقب للشركة وموظفيها ومديريها التنفيذيين، بما في ذلك الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ.

وكانت الشركة قد قلصت بالفعل من استخدامها للتعرف على الوجه بعد تقديمه منذ أكثر من عقد.