حذر المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، الثلاثاء، من مخاطر اندلاع حرب شوارع في مدينة مأرب شمالي البلاد، مؤكدا أن النزاع بين الحوثيين والقوات الحكومية المدعومة من السعودية "تصاعد بشكل كبير".
وقال غروندبرغ في اجتماع شهري لمجلس الأمن الدولي مخصص لليمن إنه "قلق من احتمال اندلاع حرب شوارع" في مأرب "سيكون لها عواقب وخيمة على المدنيين".
وأردف أن القتال "تصاعد" في أنحاء البلاد وخاصة حول هذه المدينة حيث يجدد الحوثيون "جهودهم للسيطرة على المدينة وحقول النفط بالمحافظة" وحيث يصعد التحالف العسكري بقيادة السعودية "ضرباته الجوية دعما للحكومة اليمنية".
من جانبه، أكد نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، راميش راجا سينغهام، لمجلس الأمن تدهور الأوضاع في شمال البلاد.
وقال سينغهام: في مأرب، تواصل قوات الحوثيين هجومها الذي أدى إلى نزوح أكثر من 45 ألف شخص منذ سبتمبر. وتشير تقارير إلى قصف عشوائي لقوات الحوثيين بانتظام ينذر بالخطر في مأرب، بما في ذلك صواريخ طالت مخيما للنازحين في 9 ديسمبر، ما أدى إلى إصابة خمسة مدنيين.
وأكد غروندبرغ أن هناك "عددا متزايدا من الأسرى يحتجزهم طرفا النزاع".
وحذر من "خطر أن يفتح ذلك فصلا جديدا في الحرب في اليمن أكثر دموية"، مطالبا بـ"وقف التصعيد واتخاذ تدابير فورية لحماية المدنيين".
وأشار غروندبرغ إلى أنه يعتزم إطلاق "عملية سياسية جامعة يديرها اليمنيون ويدعمها المجتمع الدولي"، بدون أن يكشف مزيدا من التفاصيل.
وشدد المبعوث على أن "التصعيد العسكري يجب ألا يوقف هذه العملية" و"يمكن بل ويجب على المتحاربين التحدث مع بعضهم حتى لو لم يكونوا مستعدين لإلقاء أسلحتهم".
ومنذ فبراير الماضي، ضاعف الحوثيون هجماتهم في مأرب للسيطرة عليها، كونها أهم معاقل الحكومة والمقر الرئيسي لوزارة الدفاع، إضافة إلى تمتعها بثروات النفط والغاز، ومحطة مأرب الغازية التي كانت قبل الحرب تغذي معظم المحافظات بالتيار الكهربائي.
ويشهد اليمن منذ نحو 7 سنوات حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر2014.