نظم آلاف التونسيين احتجاجات ضد الرئيس قيس سعيد في العاصمة اليوم الجمعة في علامة على تنامي المعارضة لسيطرته على السلطة وتعليق عمل البرلمان قبل خمسة أشهر.
ودعا منظمو الاحتجاجات لتنظيمها بحيث تواكب ذكرى الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي قبل عشرة أعوام، وهي الأولى منذ إعلان سعيد يوم الاثنين عن خارطة طريق تنص على استمرار تعليق عمل البرلمان لعام آخر.
وبدأ المحتجون في التجمع في وسط العاصمة ورددوا هتافات منها "الحرية الحرية.. الدولة البوليسية انتهت" و"الشعب يريد إسقاط الرئيس".
وقال جوهر بن مبارك أستاذ القانون الدستوري والناشط في حراك (مواطنون ضد الانقلاب) "هي ليست خارطة طريق للخروج من الأزمة ولكن تأبيد للأزمة".
وأضاف أن سعيد "اختطف البلاد منذ نصف عام ويريد اختطافها عاما آخر".
وتجمع عدد من أنصار سعيد في شارع الحبيب بورقيبة على مقربة من موقع الاحتجاجات ورفعوا الأعلام التونسية.
وانتشرت قوات الأمن بكثافة في المنطقة.
وتشمل خارطة الطريق التي أعلنها الرئيس يوم الاثنين إجراء استفتاء على الدستور في يوليو تعقبه انتخابات برلمانية بحلول نهاية 2022.
ورفض حزب النهضة، أكبر أحزاب البرلمان، تعليق عمل البرلمان لعام آخر.
وقال زعيم حزب النهضة ورئيس البرلمان راشد الغنوشي إن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة هو إلغاء الإجراءات الاستثنائية التي أعلنها سعيد.
وكانت تونس تحيي من قبل ذكرى الانتفاضة في 14 يناير، وهو تاريخ فرار بن علي من البلاد، وذلك بموجب اتفاق بين الجماعات المشاركة في الانتفاضة.
لكن سعيد قرر تغيير الموعد إلى 17 ديسمبر وهو اليوم الذي أشعل فيه بائع الفاكهة محمد البوعزيزي النار في نفسه في سيدي بوزيد بعد مشادة مع شرطية بسبب المكان الذي أوقف فيه عربته.
ولاقت سيطرة سعيد على السلطة دعما واسع النطاق في بادئ الأمر بين التونسيين الذين ضاقوا ذرعا بالركود الاقتصادي والجمود السياسي. لكن المعارضة زادت، بما في ذلك من أحزاب سياسية وأطراف محلية كبيرة ومؤثرة كانت داعمة له في البداية.