لا يزال حريق ميناء إسكندرون، الواقع في ولاية هطاي، جنوبي تركيا، مستمراً بعد 24 ساعة من اندلاعه عقب الزلزال الذي ضرب المدينة فجر الإثنين، وبلغت قوته 7.7 درجة، وأوقع آلاف القتلى والجرحى، فيما لا تزال السلطات تواصل عمليات الإنقاذ.
وتداولت مواقع محلية فيديوهات وصوراً لحريق ميناء إسكندرون، حيث ظهر الدخان والنيران الكثيفة من الحاويات المحترقة، بعد أن تعرضت المنطقة لزلزالين كبيرين في وقت سابق، ما أدى إلى وقوع أضرار واسعة النطاق وخسائر في الأرواح.
وأعلنت المديرية العامة للشؤون البحرية بوزارة النقل التركية تضرر ميناء إسكندرون، جراء الزلزال الذي ضرب البلاد، مشيرة إلى استمرار العمليات في الموانئ التركية الأخرى.
يأتي هذا بعد أن ضرب زلزال، يوم الإثنين، تركيا وسوريا، بلغت قوته 7.7 درجة على مقياس ريختر، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجة، مخلّفَين خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات في البلدين.
وعملت فرق الإنقاذ في وقت مبكر من صباح الثلاثاء على انتشال المحاصرين تحت أنقاض المباني، في جنوبي تركيا، حيث ارتفع عدد القتلى في البلاد جراء الزلزال المدمر، الذي وقع أمس الإثنين، إلى قرابة 3 آلاف.
وقالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، في أحدث بيان لها، إن نحو 8 آلاف شخص أُنقذوا من 4758 مبنى مدمراً في الهزات الأرضية في اليوم السابق.
وأضاف رئيس الإدارة يونس سيزر أن 2921 شخصاً لقوا حتفهم في تركيا، حيث يستمر وقوع الهزات الارتدادية. فيما قال مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي إن زلزالاً آخر قوته 5.6 درجة ضرب وسط تركيا.
وأعاق طقس الشتاء القارس جهود البحث عن ناجين طوال الليل، وسُمع صوت امرأة تطلب المساعدة تحت كومة من الأنقاض في محافظة هاتاي الجنوبية، فيما
وقال أحد السكان، عرّف نفسه باسم دينيز، واليأس يسيطر عليه: "إنهم يصدرون أصواتاً، تأتي من تحت الأنقاض، لقد دُمرنا، يا إلهي، إنهم ينادون يقولون 'أنقذونا'، لكن لا يمكننا إنقاذهم، كيف سننقذهم؟ لا يوجد أحد (من رجال الإنقاذ) منذ الصباح".
وانخفضت درجات الحرارة بالقرب من درجة التجمد خلال الليل، ما أدى إلى تردي الأوضاع بالنسبة للمحاصرين تحت الأنقاض أو الذين تُركوا بلا مأوى.
وقال نيسيت جولر، الذي كان يتجمع حول النار مع أطفاله الأربعة "تمكنا بالكاد من الخروج من المنزل، نحن في وضع كارثي، فالجوع والعطش يعصفان بنا".
وكان الزلزال، الذي أعقبته سلسلة من الهزات الارتدادية، أكبر زلزال عالمي تسجله هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، منذ هزة أرضية جنوب المحيط الأطلسي، في أغسطس 2021.
وكان الزلزال الأكثر دموية في تركيا، منذ ذلك الذي كان في عام 1999 وقتل أكثر من 17 ألف شخص. وأُبلغ عن إصابة قرابة 16 ألف شخص في زلزال أمس الإثنين.
وفي سوريا قُتل ما لا يقل عن 1444 وأصيب نحو 3500، وفقاً لأرقام حكومة دمشق ورجال الإنقاذ في المنطقة الشمالية الغربية، التي تسيطر عليها المعارضة.
وتفاقمت آثار الزلزال في سوريا، بسبب الدمار الذي لحق بها جراء الحرب.