تتربع دولة الإمارات العربية المتحدة على المركز الأول عالمياً كأكبر مانح للمساعدات الإنمائية للعام 2013، وفق تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية حول الدول المانحة للمساعدات، جاء ذلك ليؤكد نهج العطاء في وطن العطاء، وهو نهج - كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي- «ورثناه عن القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وفارسه اليوم قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله».
العام الماضي فقط زادت فيه المساعدات الخارجية للإمارات بنسبة 375٪ عن العام الذي سبقه، وقدمت الدولة خلال 2013 ما قيمته 19.136 مليار درهم من المساعدات لتتبوأ صدارة الدول المانحة للمعونات، ويقفز ترتيبها من المركز التاسع عشر في العام 2012 إلى المركز الأول. نتيجة ساطعة باهرة سجلها وطن العطاء تجسد حقيقة روح العطاء حصاد غرس طيب منذ بواكير التأسيس، لنهج قام عليه صرح الإمارات الشامخ، ليكون دوما سنداً للشقيق وعوناً للصديق.
إنجاز هو ثمرة قيم جُبل عليها أبناء الإمارات بحرصهم على مد يد العون والمساعدة لإخوة لهم في الإنسانية عند الطوارئ والملمات التي تمر بها مناطقهم بين فترة وأخرى. وكانت الإمارات وشعبها والمقيمون على أرضها في مقدمة المستجيبين والمتفاعلين مع نداءات الاستغاثة التي تنطلق من المنظمات الدولية والإقليمية المتخصصة، لإغاثة سكان هذه المنطقة أو تلك من دون تمييز بسبب لون أو عرق أو معتقد.
وقد كان الجانب الإنساني في نهج الإمارات متناغماً مع سياستها الخارجية الحريصة على بناء جسور التعايش والتفاهم والصداقة مع دول العالم كافة لتعزيز السلم والاستقرار العالمي، وبما يعزز أهداف الألفية التي دعت إليها الأمم المتحدة لبناء عالم يسوده الأمن والاستقرار وينعم سكانه بتنمية مستدامة. الأمر الذي حقق لإمارات الخير والعطاء هذه المكانة العالمية المرموقة والبارزة، وهي تقوم بدور مهم للحد من معاناة المحرومين في المجتمعات الهشة والضعيفة في مشارق الأرض ومغاربها. وتسهم في الوقت ذاته على الساحة الإقليمية والدولية في أداء محوري لما فيه خير الإنسانية جمعاء، ولتساعد في التخفيف من وطأة حوادث ومواقف عصيبة مرت بعالمنا المعاصر.
كما أن ما يميز المساعدات الإنسانية الإماراتية حرصها على الديمومة والاستمرارية بحيث توفر للفئات المحتاجة في المجتمعات المشمولة بتلك المساعدات، مقومات الاعتماد على النفس لتصل في مراحل لاحقة للاكتفاء. ولعل تجربة معاهد التعليم والتأهيل والمشاريع الصغيرة في العديد من المناطق التي امتدت إليها أيادي الخير والعطاء الإماراتية خير شاهد وأنصع برهان على تميز تجربة البناء والعطاء.
إن هذه المكانة التي بلغتها الإمارات بتحقيق المركز الأول عالميا كأكبر مانح للمساعدات، تعبر عن ضمير شعب معطاء محب للخير، وقيادة خيرة تحرص دوما على أن يمتد جود الإمارات كالغمام يحمل مزن الخير لكل محتاج أينما كان على وجه هذه البسيطة، وصورة من صور التفاعل مع الإنسان وقضاياه، والتخفيف من معاناته حيثما كان.
نسأل الله أن يديم النعم على الإمارات بقيادة خليفة الخير وإخوانه، ويحفظ أبناءها، لتظل «العاصمة الإنسانية الأولى في العالم».