فضيلة المعيني
يوم الجمعة الماضي كشفت وزارة الداخلية عبر مختلف وسائل الاتصال والتواصل، عن وفاة أحد مسعفيها وإصابة 5 آخرين من منتسبي قسم الإسعاف في مدينة العين، بالعدوى بفيروس كورونا، خلال الكشف وإجراء الفحوص الطبية الدورية عليهم.
وفي مثل هذه الحالات فإن الوزارة اتخذت الإجراءات الصحية والوقائية اللازمة، بوضعهم في الحجر الصحي، وتواصلت مع الأشخاص الذين تم إسعافهم من أفراد المجتمع في الفترة الماضية للاطمئنان عليهم احترازياً، مؤكدة حرصها المستمر على مبدأ الشفافية في كشف الأخبار التي تدخل في إطار اهتمام المجتمع وتتعلق بأمنه وسلامته.
وبالعودة إلى تاريخ هذا الفيروس في الدولة، فإن أول حالة وفاة بفيروس كورونا في الإمارات قد سجلت في 3 ديسمبر 2013، حيث توفيت امرأة أردنية حامل مصابة بالفيروس بعيد إنجابها لطفلها، لتكون بذلك أول حالة وفاة في الإمارات بالفيروس المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، واتضحت إصابة الزوج وابنهما.
وكانت أول حالة إصابة بهذا الفيروس في الإمارات قد أعلنت في يوليو 2013، حيث سجلت 7 حالات. وفي 21 ديسمبر الماضي أعلنت هيئة الصحة في دبي عن إصابة جديدة بفيروس كورونا، لرجل مسن يبلغ من العمر 68 عاماً، وهو يعاني أعراضاً تنفسية كان قد أدخل المستشفى على أثرها.
هذا الفيروس الغامض جديد على العالم، إذ تم رصده لأول مرة عام 2012، ومنذ ظهوره أدى إلى إصابة العديدين هنا وهناك، وسجلت بينهم حالات وفاة. تبدأ أعراضه باحتقان يشعر به المصاب في الحلق، وسعال وارتفاع في درجة الحرارة وضيق في التنفس وصداع، وقد يتماثل بعدها المريض للشفاء، وربما تتطور الأعراض إلى التهاب حاد في الرئة يؤدي إلىالوفاة.
وعلى الرغم من أن منظمة الصحة العالمية أكدت أن الفيروس لا يشكل قلقاً على الصحة العامة في الوقت الحالي، ولا يتطلب إجراءات لحظر السفر إلى أي دولة في العالم، ولا فحوصات مبكرة في منافذ الدول، ولا فرض قيود على التجارة، على اعتبار أن الحالات المكتشفة محدودة الانتشار، إلا أن الاكتفاء بإعلان الوفاة والإصابة دون أي إجراء آخر توعوي يثقف الناس ويمنع انتشار العدوى بينهم، نرى أنه يدخل في باب الإهمال المفرط من السلطات الصحية التي ينبغي أن تكون أكثر حرصاً، ليس من باب الترهيب، وإنما أخذ الحيطة والحذر من فيروس يتنقل ويصيب ويقتل.
الإمارات ليست بمعزل عن العالم، وما يجري في أي مكان بطبيعة الحال نتأثر به هنا، والفيروس بطبيعته ينتقل ولا يقف عند حد، وبالتالي فإن التعرف عليه ومعرفة أسبابه وأعراضه وطرق الوقاية من عدوى الإصابة به، مطلوب ولا ضير منه.