أكد نواف عبيد، مستشار السفير السعودي ببريطانيا، أن هناك تغيرات جدية في علاقة المملكة مع نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي، مشيرًا إلى أن الأخير يعيش على أوهام "كوميدية" لا صلة لها بالواقع المصري، وفق قوله.
ونقل "عبيد" عن مصدر دبلوماسي سعودي قوله: "السعودية تدرس بجدية إعادة تقييم علاقاتها مع حكومة السيسي في مصر بعد الكشف عن أنباء مروعة مؤخرًا تخص السيسي"، مضيفًا: "الوضع الاقتصادي في مصر لا يمكن للبلد الاستمرار فيه وسياسة السيسي الخارجية اللامعقولة ستجبر السعودية على اتخاذ مجرى آخر معه".
كما نقل عن لواء سابق في الجيش المصري قوله: "إن لم ينتبه السيسي عاجلًا لما سيئول إليه الوضع في مصر ويتخلص من مستشاريه غير المؤهلين، سيلقى مصير مبارك قريبًا".
وعلق "عبيد"، على تلك التحليلات، في تغريدة له على موقع "تويتر": قائلًا: "أوهام السيسي وزمرته المتكئة على أمجاد تاريخية سابقة لا صلة لها بالواقع المصري اليوم ستنقلب عليهم عاجلًا إلى كوميدية ساخرة، وفي رأيي لن تكون مصر تحت قيادة السيسي الحالية حليفًا أو شريكًا أو صديقًا للسعودية أو دول الخليج".
يشار إلى أن "عبيد" معروف باتزان تصريحاته وعلاقاته القوية بحكومة المملكة وخارجها، كما أنه مقرب من وزارة الخارجية السعودية وأجهزة الاستخبارات هناك بعد أن عمل لفترة ليست بالقليلة مستشارًا للأمير تركي الفيصل الذي ترأس جهاز المخابرات السعودية في السابق، كذلك عمله في الديوان الملكي فترة خمس سنوات، بالإضافة إلى عمله مستشارًا للسفير السعودي في لندن.
ومن جانبه، علق الكاتب والمحلل السعودي، مهنا الحبيل، على تسريبات "عبيد" مشيرًا إلى أن ذلك الفتور في العلاقة بين البلدين ناتج عن انخراط نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي في المحور الروسي الإيراني.
وقال "الحبيل"، فى تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "نواف عبيد هو أحد المستشارين الإعلاميين في السلك الدبلوماسي السعودي ونقله عن شخصية دبلوماسية توتر العلاقات مع السيسي غير مسبوق".
وأضاف: "يبدو أن الرسالة الدبلوماسية التي سربها نواف عبيد عن انزعاج الرياض من مواقف الجنرال السيسي تشير إلى انخراط الأخير في المحور الروسي الإيراني".
وبعد تولي الملك سلمان الحكم في يناير الماضي أخذت سياسته تبتعد نسبيا عن أولويات نظام السيسي ما دفع قائد الانقلاب بتبني مواقف سياسية مناوئة للرياض خاصة في الملف السوري وأخلف وعوده "بمسافة السكة" في عاصفة الحزم.
وأكدت صحيفة نيويورك تايمز مؤخرا أن الرياض استقبلت منافس السيسي الجنرال سامي عنان للبحث فيما بعد السيسي نظرا لفشل الأخير في توفير الحد الأدنى من مصالح الرياض وحتى أبوظبي التي لا تزال تقدم مليارات الدولارات من الدعم قالت الصحيفة الأمريكية بشأن ذلك أن الشيخ محمد بن زايد "على هذا الشخص (السيسي) أن يفهم أني لست صرافا آليا، و أنا أعطي المال بشروطي وأنا أحكم".