تسبب خطأ إملائي بسيط في استجواب الشرطة البريطانية لطفل مسلم في العاشرة من عمره بتهم تتعلق بالإرهاب.
وقالت صحيفة «الجارديان» إن الطفل الذي يعيش في مقاطعة لانكشير كتب في واجبات مادة اللغة الإنجليزية أنه يعيش في «منزل إرهابي»بدلا ًمن «منزل له شرفة» وهما كلمتان متقاربتان باللغة الإنجليزية.
وبحسب الصحيفة، لم يعتبر مدرسو الطالب أن الأمر لا يتعدى الخطأ الإملائي وقاموا بإبلاغ الشرطة وفقًا لقانون الإرهاب الذي صدر في 2015، الذي يلزم المدرسين بإعلام السلطات بأي تصرف مثير للشك.
وأجرت السلطات تحقيقًا مع الطالب الذي يدرس في المرحلة الابتدائية واطلعوا على محتويات حاسب آلي وجد في منزل أسرته ما وضع الطفل تحت ضغط نفسي شديد، وفقًا لـ«الجارديان».
وقالت والدة الطفل، الذي حجبت السلطات اسمه، «كان يجب أن يكون ضعف الطفل في الإملاء مصدر القلق الوحيد لدى المدرس.. هو الآن يخاف من الكتابة».
وكانت بريطانيا مررت قانوناً لمكافحة الإرهاب في يوليو 2015، ضمن جهود الحكومة لمواجهة تزايد أعداد البريطانيين المنضمين لتنظيم «داعش »يشمل وضع هيئة الصحة الوطنية «إن إتش إس» والمدارس والسجون تحت نظام مراقبة لمنع تجنيد الأفراد داخل تلك الجهات.
وأثار القانون جدلاً كبيرًا خاصة فيما يتعلق بالمدارس حيث دفع البعض بأنه يقود المدرسين إلى اصدار ردود أفعال مبالغ بها ويشتت انتباههم عن مهمتهم الحقيقية.
ونقلت الصحيفة عن مقداد فيرسي الأمين العام المساعد لمجلس مسلمي بريطانيا إن الحادث ليس الأول من نوعه وأنه على علم بعشرات الحالات المماثلة في المدارس.
وقال «من الخطير أن يتم التعامل مع أشخاص يمارسون حياتهم الطبيعية باعتبارهم إرهابيين محتملين».
من جانبها، رفضت المدرسة التعليق على الواقعة حيث إنها مازلت «قيد التحقيق».
وفي الوقت الذي يعبر لك عن هوس أمني غير مبرر يطرح محللون أن السبب في هذه التعامل الفظ مع المسلمين هو قيام أنظمة عربية وخليجية بالتحريض على الإسلام والمسلمين على نطاق واسع عندما يعتبر نظام السيسي مثلا نفسه هو الإسلام الوسطي والمعتدل وما دونه متطرف أو إرهابي، وكذلك يفعل جهاز أمن الدولة في الإمارات وغيرهم.
فرؤساء الغرب يجتمعون بمسؤولين من هذه الدول الذين يقوموا بتزويدهم بمعلومات مغرضة وغير حقيقية بهدف تشويه صورة المعارضة في الدول العربية من جهة، ولإثبات أن هذه الأنظمة هي الأنظمة التي تمثل الإسلام الذي يستحق الدعم الغربي وغض الطرف عن جميع انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد العربية كونهم يحمون هذا الغرب من المتطرفين والإرهابيين، أي الشعوب العربية والإسلامية.