نشر موقع “ديفنز نيوز″ الأميركي تقريراً بعنوان “قلق إسرائيل بشأن المبيعات لقطر قد يضع نهاية للخط الخاص بإنتاج الطائرة القتالية أف 15 في شركة بوينغ”، ذكر فيه معداه، باربارا أوبال روم وعوض مصطفى، أن معارضة إسرائيل لشراء قطر طائرات أف 15 طراز Silent Eagle قد تضع نهاية للخط الإنتاجي الفخم لهذه الطائرة في شركة بوينغ، إن لم تتحرك واشنطن ضد معارضة حليفها الإقليمي المقرب، إسرائيل، أو توافق على منحها دعماً مالياً بمليارات الدولارات، بما يسمح لها بتقديم طلبات جديدة.
وأضاف التقرير أن القوة الجوية الإسرائيلية أعربت عن اهتمامها بالحصول على سربين إضافيين من طائرات F-15I المجهزة بمنظومة رادار نوع MESA، وهي صفقة تقدر بنحو عشرة مليارات دولار، لكن قدرة إسرائيل على توقيع صفقة شراء طائرة شركة بوينغ الجديدة، التي تطيل عمر الخط الإنتاجي أربعة أعوام أخرى، تعتمد على حجم حزمة الدعم الأميركي الجديدة، والتي يقول عنها وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون إنها ستوقع بين البلدين خلال الأسابيع المقبلة.
وأشار التقرير إلى أنه في حال بلغ الحد الأعلى لحزمة الدعم رقماً بحدود أربعين مليار دولار، فإن إسرائيل، بحسب مصدر إسرائيلي، ستقصر مشترياتها على أسراب إضافية من طائرة F-35، لكن في حال بلغ حجم حزمة الدعم خمسين مليار دولار على مدى فترة الأعوام العشرة التي تبدأ مع العام 2018، فإنها ستكون قادرة على شراء الطائرة F-15I، وذلك وفقا لمصادر عسكرية ومدنية إسرائيلية.
وذكر التقرير أن قلق إسرائيل بشأن الصفقة الأميركية المحتملة مع قطر، التي تتطلع إلى بناء أسطول من اثنتين وسبعين طائرة مقاتلة، تسبّب في تأخير مدته عامان، مما دفع الدوحة إلى اختيار المقاتلة الفرنسية رافال، كبديل لقسم من المقاتلات التي كانت قد خططت ابتداءً لشرائها من الولايات المتحدة، وفي حال لم تؤمِّن بوينغ طلبيات مؤكدة خلال الأشهر المقبلة، فإنها ستبدأ، وفقاً لمصادر حكومية وصناعية، عملية إغلاق خط إنتاج المقاتلة أف 15 في مدينة سانت لويس بولاية ميسوري بحلول الصيف.
لماذا قطر؟
واقتبس التقرير عن مصدر حكومي قوله للصحيفة “إننا لا نريد تحمّل لائمة إغلاق ذلك الخط الإنتاجي، لكن في الوقت ذاته، يتفهم أصدقاؤنا الأميركيون أن لدينا مشاكل جدية مع قطر”، مشيراً إلى أن المسؤول الإسرائيلي، الذي أجرى مقابلة مع الصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويته، وعضواً في المجلس الوزاري الإسرائيلي كان قد تقاعد مؤخراً، ذكرا أن معارضة إسرائيل تنبع من دعم قطر للمنظمات الإسلامية السنية المتطرفة، كذلك انتقدا شبكة “الجزيرة” الناطقة بالعربية، والتي تتخذ من الدوحة مقرا لها بسبب “تحرضها المتطرفين على العنف” ضد إسرائيل، وطبقاً للعضو السابق في المجلس الوزاري الإسرائيلي، فإن اعتراض إسرائيل على قطر مرده هو أن “قطر تساعد بشكل مباشر “حماس″ والأيديولوجية التي تغذي المتطرفين مثل الإخوان المسلمين”.
وأشار التقرير إلى أن المسؤول السابق ذكر أنه لا يعرف على وجه الدقة إلى أين وصلت الأمور مع واشنطن، لكنه بيّن أنه، وقبل استقالته منذ أكثر من سنة، كان الافتراض هو أن إسرائيل ستتدخل لدى شركائها الأميركيين لرفض الصفقة مع قطر، مضيفاً أن المسؤولين الإسرائيليين كليهما اعترفا كذلك بأن إسرائيل أعربت عن قلقها -وليس معارضتها- إزاء بيع المقاتلة أف 18 للكويت، وكانت الصفقة المحتملة لبيع أربعين طائرة من الطراز المذكور للكويت قد تأخرت هي الأخرى نحو عامين، الأمر الذي دفع بالكويت إلى اختيار بديل أوروبي، ووفقاً لمصادر خليجية، فإن صفقة شراء المقاتلة يوروفايتر البالغة 8.9 مليار دولار، تم وقفها من قبل مكتب التدقيق الكويتي بسبب وجود تناقضات في عقد الشراء، لكن جنرالاً إسرائيلياً ذكر بالإشارة إلى قطر “أن هناك اختلافاً بين قلقنا تجاه الكويت وغالبية دول الخليج وبين معارضتنا للصفقة مع قطر”.
ونقل التقرير عن ذلك الجنرال قوله “نحن قلقون بشأن نوعية وأعداد مقاتلات الخط الأمامي التي يتم إدخالها إلى هذه المنطقة، وبشأن تأثير كل تلك الإمكانيات على تفوقنا النوعي العسكري، وكسياسة فإن إسرائيل لا تستطيع تجاهل الكمية الهائلة من المعدات الحربية المتطورة التي تتدفق على منطقتنا التي تتسم بعدم الاستقرار، وبإمكانية تغير الأنظمة السياسية، ومع ذلك فإن قلقنا تجاه قطر فقط وصل الى درجة المعارضة”، مشيراً إلى أنه بالرغم من ذوبان الأعمال العدائية بين إسرائيل والدول الخليجية السنية، بسبب التهديد المشترك الذي تمثله إيران الشيعية للطرفين، فإن إسرائيل تواصل اعتمادها على سياسة تنتهجها واشنطن منذ وقت طويل، تقضي بضمان التفوق النوعي العسكري لإسرائيل في مواجهة التهديدات الإقليمية.
أمر واقع
وذكر التقرير أن ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ أعربوا عن استيائهم لتأجيل البيت الأبيض المصادقة على صفقتي بيع الطائرات القتالية لقطر والكويت، موضحا أن السيناتور جون ماكين، رئيس لجنة الخدمات المسلحة بالكونغرس، انتقد البيت الأبيض لتأجيله الصفقتين، لكنه ذكر في الوقت ذاته أنه يتعاطف مع التأجيل طالما أنه يسعى لضمان تفوق إسرائيل العسكري، “ومع ذلك، فإن الفوضى في الشرق الأوسط، وظهور إيران كعدو مشترك أعادا ترتيب المنطقة، وخلقا تحالف أمر واقع بين إسرائيل وبعض الدول العربية السنية، التي كانت إسرائيل قد خاضت معها حروباً في وقت من الأوقات”.