قال الجيش اليمني، مساء السبت، إنه مستمر في عملياته العسكرية في مختلف الجبهات "حتى تحقيق أهدافها واستعادة الشرعية"، وذلك بعد يوم من دعوة مجلس الأمن الدولي إلى تفعيل الهدنة "الهشة" التي دخلت حيّز التنفيذ في العاشر من إبريل/ نيسان الماضي، وانهارت بشكل كامل عقب رفع مشاورات الكويت قبل شهر من الآن.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "سبأ"، التي تديرها الحكومة اليمنية، عن رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش، اللواء الركن محمد علي المقدشي، قوله إن "العمليات العسكرية ستستمر في مختلف الجبهات، حتى تحقيق كامل الأهداف واستعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب (في إشارة إلى الحوثيين والقوات الموالية الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح) وعودة الأمن والاستقرار لليمن".
وفقا للوكالة، فقد تفقد المسؤول العسكري الوحدات المرابطة في مديرية "صرواح" غربي محافظة مأرب (شرق)، والتي تقدمت فيها القوات الحكومية اليومين الماضيين، ودحرت منها الحوثيين وقوات صالح.
وقالت وكالة الأناضول إن "المقدشي" اطلع على سير العملية العسكرية الجارية في صرواح، واستمع من القيادات العسكرية إلى تقرير عن التقدم الذي تحققه قوات الجيش مسنودة بالمقاومة وقوات التحالف العربي"، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، بحسب الوكالة.
وجاءت تصريحات المسؤول العسكري اليمني، غداة دعوة مجلس الأمن الدولي جميع الأطراف المتنازعة باليمن إلى "الالتزام والاحترام الكامل لأحكام وشروط وقف الأعمال العدائية"، والتي دخلت حيز التنفيذ في 10 أبريل/نيسان الماضي.
كما دعا المجلس، في بيان أمس الجمعة، "جميع الأطراف إلى استئناف العمل من خلال لجنة التنسيق والتهدئة من أجل تسهيل تعزيز وقف الأعمال العدائية".
ويتصاعد القتال في أكثر من جبهة يمنية على نحو غير مسبوق منذ رفع مشاورات الكويت في السادس من أغسطس الماضي.
وتمكنت القوات الحكومية، خلال الأيام الماضية، من إحراز انتصارات نوعية على الأرض، حيث تقدمت في معاقل الحوثيين في مديرية" الغيل" بمحافظة الجوف، شمالي البلاد، والتقدم نحو مركز مديرية "صرواح"، آخر معاقل الحوثيين في محافظة مأرب النفطية، شرقي العاصمة صنعاء، بحسب مصادر عسكرية يمنية.
كما أحرزت القوات الحكومية تقدما في مديرية "نهم" شرقي العاصمة صنعاء، فيما هدأت المعارك نسبيا بمحافظة تعز، جنوب غربي البلاد، خلال الأيام الماضية، بعد تمكن القوات الموالية للحكومة من فك حصار جزئي كان الحوثيين وقوات صالح يفرضونه على مدينة تعز، عاصمة المحافظة التي تحمل ذات الاسم.
ويسعى المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلى تفعيل قرار وقف إطلاق النار من جديد، قبيل الدخول في مشاورات سلام جديدة لم يتحدد زمانها ومكانها بعد.
ومن المقرر أن تبحث المشاورات المرتقبة مشروع خطة دولية لحل النزاع، كشف وزير الخارجية الأمريكي، الخميس قبل الماضي في مدينة جدة السعودية عن بعض ملامحها، والتي تتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية وانسحاب الحوثيين من العاصمة صنعاء وبعض المدن وتسليم السلاح إلى طرف ثالث لم يتم تحديده بعد.
وما يزال الوفد الحكومي يتمسك بشرط تسلسلي للحل، يبدأ بالانسحاب وتسليم السلاح من قبل الحوثيين وقوات صالح، ثم الدخول في تشكيل حكومة، فيما يشترط الحوثيين إجراءات متزامنة.