لافتين إلى أن هذه النقاط التي كشفتها المباراة الأخيرة أمام استراليا التي خسرها الأبيض بهدف دون رد، ضمن مباريات الجولة الثانية لمباريات المجموعة الثانية في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، تتمثل في غياب القوة الهجومية الضاربة التي عرف بها المنتخب وقادته للفوز على اليابان في الجولة الأولى في هذه التصفيات، وتباعد الخطوط وانعدام الانسجام بين اللاعبين، ووجود خلل في المنظومة الدفاعية، والأخطاء الفردية، وعدم الاستحواذ الجيد على الكرة، والتمريرات الخاطئة.
وأضافوا لصحيفة «الإمارات اليوم» المحلية: «المنتخب بحاجة ماسة الى استعادة شخصيته القوية التي عُرف بها في الفترة الماضية من خلال العمل على معالجة مثل هذه النقاط، قبل بدء المنتخب مشواره في الجولة المقبلة، خصوصاً أن ثقة الوسط الرياضي كبيرة بقدرة المنتخب على العودة مجدداً للتفوق والعمل على حصد النقاط، من خلال التعامل مع المباريات المقبلة بنظام القطعة، كل مباراة على حدة».
وأشاروا إلى أهمية فوز المنتخب في مباراته المقبلة أمام تايلاند ورفع رصيده الى ست نقاط، حتى يواجه المنتخب السعودي بمعنويات عالية وثقة كبيرة.
وحصد المنتخب، الذي قفز الى المركز الـ 66 عالمياً في التنصيف الأخير للاتحاد الدولي لكرة القدم، بدلاً من مركزه السابق 74، أول ثلاث نقاط في هذه التصفيات بفوزه خارج ملعبه على اليابان بهدفين لهدف أحرزهما المهاجم أحمد خليل.
ويستعد الأبيض حالياً في أبوظبي لمباراتي تايلاند والسعودية.
ويعتمد مدرب المنتخب الوطني مهدي علي، على أسلحته الهجومية في التفوق على منافسيه، خصوصاً علي مبخوت وأحمد خليل وإسماعيل الحمادي، بجانب عمر عبدالرحمن الذي يمثل إحدى أهم الأوراق الرابحة في صفوف المنتخب، نظراً لقدرته الفائقة على صنع الفارق في المباريات الحاسمة والكبيرة.
وقال اللاعب الدولي السابق عبدالرحمن محمد، إن هناك عدداً من نقاط الضعف التي كشفتها مباراة استراليا تحتاج إلى تدخل وعلاج من قبل الجهاز الفني، من بينها غياب التجانس بين لاعبي المنتخب وتباعد الخطوط، فضلاً عن وجود مشكلات في المنظومة الدفاعية للمنتخب، وغياب الاستحواذ على الكرة وكذلك الأخطاء الفردية والتمريرات الخاطئة، مشيراً الى أن المنتخب الأسترالي استغل الأخطاء الفردية التي نتج عنها هدف المباراة الوحيد، لافتاً الى أن المنتخب ظهر في مباراة استراليا بصورة مغايرة لتلك التي ظهر بها في مباراته الأولى أمام اليابان وحقق خلالها فوزاً ثميناً، وحصد أول ثلاث نقاط في رصيده في هذه التصفيات.
وأضاف عبدالرحمن: «بلغت نسبة استحواذ المنتخب على الكرة في مباراة استراليا 40% فقط، وهذا الأمر لم نعتده من المنتخب من قبل، في حين أن نسبة استحواذ المنتخب الأسترالي على الكرة بلغت 60%، وهذا الأمر اعطى الفرصة للأستراليين، وعندما تكون لديك مشكلات في المنظومة الدفاعية، وكذلك تباعد في الخطوط فإن المنافس سيستغل ذلك، وهذا ما حدث في المباراة».
وشدد عبدالرحمن محمد على أن علاج هذه الأمور موجود عند مدرب المنتخب مهدي علي.
من جهته، أكد اللاعب الدولي السابق في صفوف المنتخب ونادي الوصل فهد عبدالرحمن، أن لكل مباراة ظروفها، معتبراً أن المنتخب لعب بطريقة دفاعية بحتة خلال مباراة استراليا، رغم أنه كان يفترض به أن يلعب بطريقة هجومية، خصوصاً أنه خاض المباراة على ملعبه، مؤكداً أنه لكل مدرب طريقته.
وأضاف: «كان يجب استغلال القوة الهجومية التي يتمتع بها المنتخب والمتمثلة في اللاعبين اسماعيل الحمادي وعلي مبخوت وأحمد خليل، ولكن في النهاية فإن لكل مدرب فكره وأسلوبه، والخسارة من استراليا ليست نهاية المطاف، ويمكن أن تعطي هذه الخسارة دافعاً قوياً للاعبين للتعويض في المباريات الأخرى».
وأكد عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم السابق، المحاضر في الفيفا، الدكتور سليم الشامسي، أن هجوم المنتخب كان غائباً في مباراة استراليا، فضلاً عن أن الترابط بين خطوط المنتخب لم يكن بالمستوى المطلوب، بجانب أن هناك انخفاضاً في مستوى اللياقة البدنية عند بعض اللاعبين، كون أنهم لم يتمكنوا من اكمال المباراة بالمستوى نفسه على مدار شوطي المباراة.
وقال الشامسي: «المنتخب عودنا طوال الفترة الماضية على الأداء القوي والأسلوب الجماعي في اللعب في مبارياته السابقة، لذلك فإن الكل ينتظر أن يظهر المنتخب شخصيته الحقيقية التي عرف بها طوال مشواره السابق».
وأوضح «كنا نتوقع من المنتخب أن يواصل تألقه وظهوره القوي الذي كان عليه في مباراة اليابان، من خلال تحقيق نتيجة ايجابية في مباراة استراليا، لكن هذا الأمر لم يحدث نتيجة لعوامل عدة، وفي تقديري فإن الجهاز الفني ادرى بالظروف التي ادت لخسارة المنتخب في المباراة الماضية».
وشدد الشامسي على أهمية التحضير الجيد للمنتخب لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة، خصوصاً أنه في حاجة الى كل نقطة لتعزيز حظوظه وضمان التأهل للمونديال.
ورأى اللاعب الدولي السابق ياسر سالم، أن مباريات المنتخب في الجولات المقبلة في هذه التصفيات لها حساباتها الخاصة، خصوصاً أن مشوار المنتخب في هذه التصفيات سيكون صعباً وطويلاً نظراً لكون أن جميع المنتخبات تسعى لحصد النقاط، وأن المنافسة ستكون صعبة، ويجب استغلال جميع الفرص والظروف التي تمكن المنتخب من حصد اكبر عدد من النقاط، معتبراً أن الاختيارات الجيدة من اللاعبين واتباع عنصر المفاجأة في بعض المباريات أمر ضروري.
وشدد ياسر سالم على أن المنتخب لايزال في صلب المنافسة، وأن حظوظه لاتزال قائمة للتأهل الى مونديال روسيا 2018، مؤكداً أهمية تجاوز الخسارة الأخيرة التي تعرض لها أمام استراليا والتفكير فقط في المباريات المقبلة، وضرورة حصد اكبر عدد من النقاط، سواء خلال المباريات التي تقام داخل ملعبه أو خارجه. وأضاف ياسر سالم: «على المنتخب التعامل بنظام القطعة خلال مبارياته المقبلة، لاسيما أن أمامه مشواراً طويلاً في هذه التصفيات». وأوضح: «متفائلون كثيراً بإمكانية تعزيز المنتخب فرصته بشكل كبير في هذه التصفيات، لاسيما ان الأبيض لايزال في صلب المنافسة».
من جانبه، قال الأمين العام للجنة التنفيذية لكرة القدم للصالات وأمين السر المساعد الأسبق لاتحاد كرة القدم، عمران عبدالله، إنه من المهم جداً معرفة النقاط السلبية التي أدت إلى خسارة المنتخب لمباراته السابقة أمام استراليا، والعمل على علاجها تفادياً لتكرارها في المباراتين المقبلتين أمام تايلاند والسعودية، مشيراً الى أن الخسارة من استراليا ليست نهاية المطاف، وأنه يمكن تعويضها، معتبراً أن المنتخب مطالب بالفوز على تايلاند قبل مباراة السعودية ورفع رصيده إلى ست نقاط، نظراً لكون أن ذلك سيعطي اللاعبين دفعة معنوية كبيرة قبل مواجهة الأخضر السعودي في السعودية في الجولة الرابعة من التصفيات.
ووصف عمران المنتخب التايلاندي بأنه صعب، محذراً من الاستهانة به. وأضاف: «اذا كانت هناك نواقص كشفتها المباراة السابقة أمام المنتخب الأسترالي، فإن ثقتنا كبيرة بقدرة الجهاز الفني، على علاجها وكانت هناك جوانب ايجابية وأخرى سلبية في المباراة الأخيرة أمام أستراليا التي خسرها بهدف دون رد».
وأشار عمران عبدالله الى أهمية تكاتف جهود الجميع ووقوفهم بقوة خلف المنتخب في مبارياته المقبلة، مشيراً الى أن الجمهور الإماراتي عوّد الجميع على دعمه الكبير واللامحدود للأبيض في مختلف المناسبات الكروية.