قال موقع “راي اليوم” إنه علم من مصادر دبلوماسية أن زيارة وزير البترول المصري إلى العراق التي بدأت مطلع هذا الأسبوع تهدف إلى تحقيق هدفين رئيسيين:
الأول: البحث عن مصادر بديلة للبترول السعودي بعد قرار المملكة وقف مساعداتها النفطية الشهرية إلى مصر، وتقدر بحوالي 700 الف طن بعد التقارب المصري مع إيران وسورية.
الثاني: فتح قنوات حوار مع إيران عبر البوابة العراقية، بحكم العلاقة الوثيقة بين بغداد وطهران في الوقت الراهن.
والتقى وزير النفط المصري طارق الملا مع نظيره العراقي جبار اللعيبي في مقر السفارة المصرية الأحد الماضي، بحضور السفير المصري أحمد درويش، ومسؤولين في وزارتي النفط والخارجية العراقيين، وبحثا تعزيز العلاقات بين البلدين في مجالي النفط.
ووصف وزير النفط العراقي زيارة نظيره المصري بأنها تنطوي على أبعاد تاريخية تفتح آفاقا جديدة للتعاون بين البلدين.
وأكدت مصادر وثيقة لـ “راي اليوم” أن هذه الزيارة لبغداد تمهد لزيارات وشيكة لمسؤولين مصريين إلى طهران، ولم تستبعد نقل وزير النفط المصري رسالة في هذا الخصوص إلى طهران عبر الحكومة العراقية.
ويذكر أن العلاقات مقطوعة تماما بين مصر وإيران منذ أكثر من أربعين عاما، ولا توجد سفارة مصرية في طهران أسوة بسفارات دول خليجية وعربية أخرى في الوقت الراهن.
وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري التقى نظيره الإيراني محمد جواد ظريف على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي.
وما زال من غير المعروف ما إذا كان وزير البترول المصري التقى مسؤولين إيرانيين في بغداد أم لا، ولكن المصادر آنفة الذكر لم تستبعد ذلك.
"القدس العربي" تندد بالسيسي
أما صحيفة "القدس العربي" فقد نددت بافتتاحيتها اليوم السبت (5|11) بعنوان "جنرالات السيسي في سوريا" بسياسة نظام السيسي والذي رأت في سلسلة من توجهاته الأخيرة "نهج متكامل يتزايد حدّة يتمحور إقليميّاً ضد «التحالف العربي» الذي ينتظم دول الخليج العربي (باستثناء عُمان) في اليمن، ويضمّ السعودية وقطر وتركيا في الشأنين السوري والعراقي، والمغرب .. ورعايتها مع روسيا لمؤتمر في مدينة غروزني حول الإسلام أخرجت بموجبه الوهابيين و«الإخوان المسلمين» من حظيرة الإسلام!".
وتابعت الصحيفة، "النظام المصري قد جمع «المحاسن» وشكّل حلفا عقائدياً مع روسيا وإيران حول تعريف (من هم المسلمون؟) وسياسيا (عبر دعم القرار الروسي في مجلس الأمن واتخاذ خطوات استفزازية ضد السعودية وقطر وتركيا والمغرب) وانتهاء بالتدخّل العسكري في الشأن السوري وهي نقلة خطيرة بكل المقاييس، وتلمّح إلى إمكانيات تصعيد وانخراط أكبر في المحور الروسيّ ـ الإيرانيّ ضد بلدان عربية «شقيقة»!".
وتضيف الصحيفة اللندنية، "التشجيع الإيراني والروسي لمصر السيسي يضرب عدة عصافير بحجر واحد، ولكنّ فائدته الكبرى تكمن في تغطية أهداف السيطرة الإيرانية (التي أججت أوار النزاع الشيعي ـ السني) والروسية (التي تعزز نفوذها وتنقل معركتها من أوكرانيا وأوروبا الشرقية إلى سوريا وليبيا وتفتح جغرافيتها على البحر المتوسط)، فبانضمام مصر يتوسع قوس الأزمة العربية لتصبح صراعا بين أغنى وأكبر دولتين «سنّيتين» (وبالتالي يخفّ الضغط على مشروع الهيمنة الطائفية الشيعية لإيران)، ويضمن الروس رواجاً لاستراتيجيتهم في المنطقة العربية".
وختمت "القدس العربي"، "في كل الأحوال فإن هذا الاتجاه قد يثبت، وبسرعة، أنه خطأ كارثي فما هي الحكمة من ربط أكبر دولة عربيّة بنظام وحشيّ دمّر بلده وأصبح ألعوبة في يد دولتين أجنبيتين لا تكنّان، بالتأكيد، أي خير للعرب".
وكانت دول الخليج بررت مساندة الانقلاب على الرئيس مرسي بزعم أنه سوف يتقارب مع إيران، لذلك يتساءل ناشطون عرب عن موقف الخليج جراء هذه السياسة العلنية و"المعادية" لنظام السيسي لمصالح داعميه الخليجيين؟ وماذا سيكون موقف أبوظبي في هذا الوضع، هل ستنحاز للسيسي أم للرياض؟