أحدث الأخبار
  • 10:33 . أكثر من 100 شهيد في مجزرة جديدة للاحتلال ببيت لاهيا... المزيد
  • 07:35 . جزائية أبوظبي تقضي بحبس وتغريم ثلاثي الزمالك... المزيد
  • 06:35 . وفاة الممثل المصري حسن يوسف عن عمر يناهز 90 عاماً... المزيد
  • 06:16 . حزب الله ينتخب نعيم قاسم أمينا عاماً جديداً والاحتلال يتوعد باغتياله... المزيد
  • 01:17 . لأول مرة.. نتنياهو يقر بالوقوف وراء اغتيال إسماعيل هنية... المزيد
  • 12:55 . خريجون يشكون سوء التدريب المهني في الجامعات... المزيد
  • 12:27 . الذهب قرب ذروة قياسية بسبب الانتخابات الأمريكية... المزيد
  • 11:50 . الحوثيون يعلنون مهاجمة ثلاث سفن في باب المندب والبحرين الأحمر والعربي... المزيد
  • 11:36 . تشكيل مجلس أكاديمية الشارقة للعلوم الشرطية برئاسة ولي العهد... المزيد
  • 11:21 . مجزرة جديدة للاحتلال الإسرائيلي ببيت لاهيا تخلف عشرات الشهداء... المزيد
  • 11:01 . مقترح أمريكي لهدنة في غزة مطروح أمام مفاوضات الدوحة... المزيد
  • 07:18 . رودري نجم مانشستر سيتي يحرز الكرة الذهبية وسط غضب من الجمهور الملكي والبرازيلي... المزيد
  • 07:02 . الاحتلال يحرق مدرسة الفاخورة بجباليا... المزيد
  • 10:06 . "إكس" تحظر حساب خامنئي الجديد بالعبرية... المزيد
  • 09:06 . السعودية تعتزم رفع استثماراتها في أفريقيا إلى 25 مليار دولار... المزيد
  • 08:22 . جيش الاحتلال يواصل الإبادة شمال غزة يكثف نسف المنازل... المزيد

الإنسان العربي والتطبيق

الكـاتب : أحمد أميري
تاريخ الخبر: 30-11--0001

لولا الثلاثين عاماً الأولى من عمر الخلافة الإسلامية لوُضعت قواعد الحكم في الإسلام في خانة الأفكار العظيمة لكن غير القابلة للتجسّد، مثل أفكار المدينة الفاضلة التي وضعها أفلاطون، لكن بما أن تلك القواعد طُبقت بصورة جيدة في فترة ما ولو كانت قصيرة، فهذا يُبعد عنها شبهة عدم الصلاحية، ولا يضير تلك القواعد أنها طبّقت بعد ذلك لقرون طويلة بشكل مشوّه وبانتقائية أفرغتها من معناها.

وكل النظريات العظيمة والأفكار الخيّرة والمبادئ السامية ما لم تجسّد على الأرض وتعطي البرهان العملي على إمكانية تحققها، فإنها تذهب فوراً إلى خانة الأوهام والمثاليات والطوبائيات، فحين نقول إن من يزرع خيراً يحصد خيراً، ثم لا نجد شخصاً واحداً زرع خيراً ووجد خيراً، فإن قولنا ذلك يصبح مجرد كلام جميل لكن لا قيمة له.

وحين نؤمن بالإنسان العربي، وعقله، ومواهبه، وإرادته، وقدراته، وطاقاته، واختياراته، وإدارته، وتخطيطه.. ونؤمن باختصار بأن العربي لا يقل شأناً عن غيره، وبأنه قادر على منافسته والتفوّق عليه، ثم ننظر يميناً وشمالًا فلا نرى إلا طائرات عربية تُلقي بالبراميل على رؤوس العرب، ولا نرى سوى عرب يجزّون رؤوس عرب آخرين ويقطعون أوصالهم، ولا نرى إلا قتلى إثر احتجاجات قاموا بها على تبرئة متهمين في قتل أشخاص آخرين، ولا نرى سوى تفجير في سوق شعبي، ثم نرى تفجيراً أمام باب الطوارئ في أقرب مستشفى من السوق، ثم بعد أيام نرى تفجيراً أمام بيوت العزاء!

وإذا ما ابتعدنا عن منظر الدماء والأشلاء، فإننا سنظل نرى ما لا يسر الناظرين، فنرى الفساد والمحسوبية والفشل والإخفاق والوعود الكاذبة وسوء التخطيط وضعف الإدارة والطائفية والتمييز والتناحر والظلم بألوان شتى.. إلخ، فإن كل إيماننا بالإنسان العربي يصبح موضع شك، وشك الإنسان بقدراته هو أسوأ أنواع الشك كما يقال.

وليس المقصود هنا بـ«الإنسان العربي» الفرد العربي الواحد، فقصص نجاح الأفراد لا تعد ولا تحصى، ونحن لا نقصد في كلامنا عن «الإنسان الياباني» مثلا صاحب مصنع سيارات «تويوتا»، وإنما «الإنسان الياباني» يعني النظام الياباني الذي يضبط ذلك الإنسان، والمجتمع الياباني الذي يتفاعل فيه ذلك الإنسان، والقيم التي يتحلى بها اليابانيون، والياببن بشكل عام.

فإذا عدنا إلى «الإنسان العربي»، فأي نموذج عربي يمكن للعربي أن ينظر إليه ثم يهتف بينه وبين نفسه: «نعم، نستطيع أن نكون أفضل»؟ وأي نموذج عربي يمنح العربي الأمل بالنجاح؟ وأي نموذج عربي يمكن أن يواجه به صاحبه اليائس من التغيير؟ وأي نموذج عربي يستطيع أن يطرحه على طاولة النقاش مع عرب موقنين بأن ثمة مؤامرة تمنع تقدمهم؟ وأي نموذج عربي يمكن أن يستشهد به إن سأله غير العربي عن أفضل ما قدمه العرب، كجماعة وليس كأفراد، للعالم في وقتنا الحاضر؟ وأي نموذج عربي يريح أعصابه من ضغط صور العرب المذبوحين، والعرب الذبّاحين، والميادين العربية المتناحرة، والشوارع العربية المكتسية بالحجارة والإطارات المحروقة، والأبنية العربية المنهارة على رؤوس سكّانها، والفقر العربي، والبؤس العربي، والألم العربي، والفشل العربي؟ وأي نموذج عربي يمكن أن يطمح له العربي ويقول: لا نريد أن نكون مثل سويسرا، ولا مثل السويد، ولا مثل اليابان، فلكل أمة خصائصها وثقافتها وحضارتها، لكن لم لا نكون مثل إخوتنا وأشقائنا في.. وأترك الإجابة للقارئ الكريم.